مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فرض

صفحة 630 - الجزء 1

  للفراش «(⁣١) وفلان كريم المَفَارِشِ⁣(⁣٢)، أي:

  النّساء. وأَفْرَشَ الرّجل صاحبه، أي: اغتابه وأساء القول فيه، وأَفْرَشَ عنه: أقلع، والفَرَاشُ:

  طير معروف، قال: {كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ}⁣[القارعة: ٤]، وبه شبّه فَرَاشَةُ القفل، والْفَرَاشَةُ:

  الماء القليل في الإناء.

فرض

  الفَرْضُ: قطع الشيء الصّلب والتأثير فيه، كفرض الحديد، وفرض الزّند والقوس، والمِفْرَاضُ والمِفْرَضُ: ما يقطع به الحديد، وفُرْضَةُ الماء: مقسمه. قال تعالى: {لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً}⁣[النساء: ١١٨]، أي: معلوما، وقيل: مقطوعا عنهم، والفَرْضُ كالإيجاب لكن الإيجاب يقال اعتبارا بوقوعه وثباته، والفرض بقطع الحكم فيه⁣(⁣٣). قال تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْناها وفَرَضْناها}⁣[النور: ١]، أي: أوجبنا العمل بها عليك، وقال: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}⁣[القصص: ٨٥]، أي: أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النّفقة: فَرْضٌ. وكلّ موضع ورد (فرض اللَّه عليه) ففي الإيجاب الذي أدخله اللَّه فيه، وما ورد من: (فرض اللَّه له) فهو في أن لا يحظره على نفسه. نحو. {ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ الله لَه}⁣[الأحزاب: ٣٨]، وقوله: {قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ}⁣[التحريم: ٢]، وقوله: {وقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً}⁣[البقرة: ٢٣٧]، أي: سمّيتم لهنّ مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال: فَرَضَ له في العطاء، وبهذا النّظر ومن هذا الغرض قيل للعطية: فَرْضٌ، وللدّين:

  فَرْضٌ، وفَرَائِضُ اللَّه تعالى: ما فرض لأربابها، ورجل فَارِضٌ وفَرْضِيٌّ: بصير بحكم الفرائض.

  قال تعالى: {فَمَنْ فَرَضَ} فِيهِنَّ الْحَجَّ إلى قوله: {فِي الْحَجِّ}⁣(⁣٤) أي: من عيّن على نفسه إقامة الحجّ⁣(⁣٥)، وإضافة فرض الحجّ إلى الإنسان دلالة أنه هو معيّن الوقت، ويقال لما أخذ


(١) قال رسول اللَّه : «الولد للفراش، وللعاهر الحجر». جزء من حديث أخرجه البخاري في الأحكام ١٣/ ١٥٢.

ومسلم في الرضاع (١٤٥٧).

(٢) انظر: الجمهرة ٢/ ٣٤٥، والمجمل ٣/ ٧١٥.

(٣) الفرض والواجب مترادفان، وقالت الحنفية: الفرض: ما ثبت بقطعي، والواجب بظنّي.

قال أبو زيد الدبوسي: الفرض: التقدير، والوجوب: السقوط، فخصصنا اسم الفرض بما عرف وجوبه بدليل قاطع، لأنه الذي يعلم من حاله أنّ اللَّه قدّره علينا، والذي عرف وجوبه بدليل ظني نسميه بالواجب، لأنه ساقط علينا. انظر: الإبهاج في شرح المنهاج ١/ ٥٥.

(٤) الآية: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ فِي الْحَجِّ} سورة البقرة: آية ١٩٧.

(٥) انظر: تذكرة الأريب في تفسير الغريب ١/ ٧١.