قلد
  علم وفهم، وكذلك: {وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه}[الأنعام: ٢٥]، وقوله: {وطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ}[التوبة: ٨٧]، وقوله: {ولِتَطْمَئِنَّ بِه قُلُوبُكُمْ}[الأنفال: ١٠] أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم، وعلى عكسه: {وقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر: ٢]، وقوله: {ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ}[الأحزاب: ٥٣] أي: أجلب للعفّة، وقوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}[الفتح: ٤]، وقوله: {وقُلُوبُهُمْ شَتَّى}[الحشر: ١٤] أي: متفرّقة، وقوله: {ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج: ٤٦] قيل: العقل، وقيل: الرّوح. فأمّا العقل فلا يصحّ عليه ذلك، قال: ومجازه مجاز قوله: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ}[البقرة: ٢٥]. والأنهار لا تجري وإنما تجري المياه التي فيها. وتَقْلِيبُ الشيء: تغييره من حال إلى حال نحو: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}[الأحزاب: ٦٦] وتَقْلِيبُ الأمور: تدبيرها والنّظر فيها، قال: {وقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ}[التوبة: ٤٨]. وتَقْلِيبُ اللَّه القلوب والبصائر: صرفها من رأي إلى رأي، قال: {ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وأَبْصارَهُمْ}[الأنعام: ١١٠]، وتَقْلِيبُ اليد: عبارة عن النّدم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم. قال: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْه}[الكهف: ٤٢] أي: يصفّق ندامة.
  قال الشاعر:
  ٣٧١ - كمغبون يعضّ على يديه ... تبيّن غبنه بعد البياع(١)
  والتَّقَلُّبُ: التّصرّف، قال تعالى: {وتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}[الشعراء: ٢١٩]، وقال: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ}[النحل: ٤٦]. ورجل قُلَّبٌ حُوَّلٌ: كثير التّقلَّب والحيلة(٢)، والْقُلَابُ: داء يصيب القلب، وما به قَلَبَةٌ(٣): علَّة يُقَلِّبُ لأجلها، والْقَلِيبُ. البئر التي لم تطو، والقُلْبُ: الْمَقْلُوبُ من الأسورة.
قلد
  الْقَلْدُ: الفتل. يقال قَلَدْتُ الحبل فهو قَلِيدٌ ومَقْلُودٌ، والْقِلَادَةُ: المفتولة التي تجعل في العنق من خيط وفضّة وغيرهما، وبها شبّه كلّ ما يتطوّق، وكلّ ما يحيط بشيء. يقال: تَقَلَّدَ سيفه تشبيها بالقِلادة، كقوله: توشّح به تشبيها بالوشاح، وقَلَّدْتُه سيفا يقال تارة إذا وشّحته به، وتارة إذا ضربت عنقه. وقَلَّدْتُه عملا: ألزمته.
  وقَلَّدْتُه هجاء: ألزمته، وقوله: {لَه مَقالِيدُ السَّماواتِ والأَرْضِ}[الزمر: ٦٣] أي: ما يحيط بها، وقيل: خزائنها، وقيل: مفاتحها
(١) البيت في البصائر ٤/ ٢٨٨ دون نسبة، وهو لقيس بن ذريح صاحب لبنى في شرح الفصيح لابن درستويه ١/ ١٥٢، والأغاني ٨/ ١١٤.
(٢) انظر: اللسان (قلب) و (حول).
(٣) قال ابن منظور: وما بالعليل قلبة. أي: ما به شيء، لا يستعمل إلا في النفي. انظر: اللسان (قلب).