مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

قيع

صفحة 688 - الجزء 1

  ليستولي عليه استيلاء القيض على البيض، وهو القشر الأعلى.

قيع

  قوله تعالى: {كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ}⁣[النور: ٣٩]. والقِيعُ والْقَاعُ: المستوي من الأرض، جمعه قِيعَانٌ، وتصغيره: قُوَيْعٌ، واستعير منه: قَاعَ الفحل الناقة: إذا ضربها.

قول

  القَوْلُ والقِيلُ واحد. قال تعالى: {ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله قِيلًا}⁣[النساء: ١٢٢]، والقَوْلُ يستعمل على أوجه:

  أظهرها أن يكون للمركَّب من الحروف المبرز بالنّطق، مفردا كان أو جملة، فالمفرد كقولك:

  زيد، وخرج. والمركَّب، زيد منطلق، وهل خرج عمرو، ونحو ذلك، وقد يستعمل الجزء الواحد من الأنواع الثلاثة أعني: الاسم والفعل والأداة قَوْلًا، كما قد تسمّى القصيدة والخطبة ونحوهما قَوْلًا.

  الثاني: يقال للمتصوّر في النّفس قبل الإبراز باللفظ: قَوْلٌ، فيقال: في نفسي قول لم أظهره. قال تعالى: {ويَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا الله}⁣[المجادلة: ٨]. فجعل ما في اعتقادهم قولا.

  الثالث: للاعتقاد نحو فلان يقول بقول أبي حنيفة.

  الرابع: يقال للدّلالة على الشيء نحو قول الشاعر:

  ٣٧٧ - امتلأ الحوض وقَالَ قطني⁣(⁣١)

  الخامس: يقال للعناية الصادقة بالشيء، كقولك: فلان يَقُولُ بكذا.

  السادس: يستعمله المنطقيّون دون غيرهم في معنى الحدّ، فيقولون: قَوْلُ الجوهر كذا، وقَوْلُ العرض كذا، أي: حدّهما.

  السابع: في الإلهام نحو: {قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ}⁣[الكهف: ٨٦] فإنّ ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روي وذكر، بل كان ذلك إلهاما فسماه قولا. وقيل في قوله: {قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ}⁣[فصلت: ١١] إنّ ذلك كان بتسخير من اللَّه تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما، وكذا قوله تعالى: {قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وسَلاماً}⁣[الأنبياء: ٦٩]، وقوله: {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٦٧] فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول، لا عن صحّة اعتقاد كما ذكر في الكتابة باليد⁣(⁣٢)، فقال


(١) الرجز لم يعرف قائله، وتتمته:

مهلا رويدا قد ملأت بطني

وهو في اللسان (قول)، والخصائص ١/ ٢٣، والمحكم ٦/ ٣٤٧.

(٢) النقل هذا حرفيا في البصائر ٤/ ٣٠٤.