قوم
  {ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وخافَ وَعِيدِ}[إبراهيم: ١٤]، {ولِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّه}[الرحمن: ٤٦]، {واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى}[البقرة: ١٢٥]، {فِيه آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ}[آل عمران: ٩٧]، وقوله: {وزُرُوعٍ ومَقامٍ كَرِيمٍ}[الدخان: ٢٦]، {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ}[الدخان: ٥١]، {خَيْرٌ مَقاماً وأَحْسَنُ نَدِيًّا}[مريم: ٧٣]، وقال: {وما مِنَّا إِلَّا لَه مَقامٌ مَعْلُومٌ}[الصافات: ١٦٤]، وقال: {أَنَا آتِيكَ بِه قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ}[النمل: ٣٩] قال الأخفش: في قوله {قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ}[النمل: ٣٩]: إنّ المَقَامَ المقعد، فهذا إن أراد أنّ المقام والمقعد بالذّات شيء واحد، وإنما يختلفان بنسبته إلى الفاعل كالصّعود والحدور فصحيح، وإن أراد أنّ معنى المقام معنى المقعد فذلك بعيد، فإنه يسمى المكان الواحد مرّة مقاما إذا اعتبر بقيامه، ومقعدا إذا اعتبر بقعوده، وقيل: المَقَامَةُ: الجماعة، قال الشاعر:
  ٣٧٩ - وفيهم مَقَامَاتٌ حسان وجوههم(١)
  وإنما ذلك في الحقيقة اسم للمكان وإن جعل اسما لأصحابه. نحو قول الشاعر:
  ٣٨٠ - واستبّ بعدك يا كليب المجلس(٢)
  فسمّى المستبّين المجلس. والاسْتِقَامَةُ يقال في الطريق الذي يكون على خطَّ مستو، وبه شبّه طريق المحقّ. نحو: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: ٦]، {وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً}[الأنعام: ١٥٣]، {إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}[هود: ٥٦]. واسْتِقَامَةُ الإنسان: لزومه المنهج المستقيم. نحو قوله: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقامُوا}[فصلت: ٣٠] وقال: {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ}[هود: ١١٢]، {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْه}[فصلت: ٦] والإِقَامَةُ في المكان: الثبات. وإِقَامَةُ الشيء:
  توفية حقّه، وقال: {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ والإِنْجِيلَ}[المائدة: ٦٨] أي: توفّون حقوقهما بالعلم والعمل، وكذلك قوله: {ولَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ والإِنْجِيلَ}[المائدة: ٦٦]
(١) الشطر لزهير بن أبي سلمى، وعجزه:
وأندية ينتابها القول والفعل
وهو في ديوانه ص ٦٠ من قصيدة مطلعها:
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو ... وأقضر من سلمى التعانيق فالثقل
(٢) هذا عجز بيت لمهلهل بن ربيعة من أبيات يرثي بها أخاه.
وصدره:
نبّئت أنّ النار بعدك أوقدت
وهو في ديوانه ص ٢٨٠.