مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أج

صفحة 64 - الجزء 1

  على ارتكاب آثام، وذلك لاستدعاء الأمور الصغيرة إلى الكبيرة، وعلى الوجهين حمل قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}⁣[مريم: ٥٩].

  والآثم: المتحمّل الإثم، قال تعالى: {آثِمٌ قَلْبُه}⁣[البقرة: ٢٨٣].

  وقوبل الإثم بالبرّ، فقال : «البرّ ما اطمأنّت إليه النفس، والإثم ما حاك في صدرك»⁣(⁣١) وهذا القول منه حكم البرّ والإثم لا تفسيرهما.

  وقوله تعالى: {مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}⁣[القلم: ١٢] أي: آثم، وقوله: {يُسارِعُونَ فِي الإِثْمِ والْعُدْوانِ}⁣[المائدة: ٦٢].

  قيل: أشار بالإثم إلى نحو قوله: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ الله فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ}⁣[المائدة: ٤٤]، وبالعدوان إلى قوله: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ الله فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}⁣[المائدة: ٤٥]، فالإثم أعمّ من العدوان.

أج

  قال تعالى: {هذا عَذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ}⁣[الفرقان: ٥٣]: شديد الملوحة والحرارة، من قولهم: أجيج النار وأَجَّتُهَا، وقد أجّت، وائتجّ النهار.

  ويأجوج ومأجوج منه، شبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموّجة لكثرة اضطرابهم⁣(⁣٢).

  وأجّ الظَّليم: إذا عدا، أجيجاً تشبيهاً بأجيج النار.

أجر

  الأجر والأجرة: ما يعود من ثواب العمل دنيوياً كان أو أخروياً، نحو قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله}⁣[يونس: ٧٢]، {وآتَيْناه أَجْرَه فِي الدُّنْيا وإِنَّه فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}⁣[العنكبوت: ٢٧]، {ولأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا}⁣[يوسف: ٥٧].

  والأُجرة في الثواب الدنيوي، وجمع الأجر أجور، وقوله تعالى: {وآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}⁣[النساء: ٢٥] كناية عن المهور، والأجر والأجرة يقال فيما كان عن عقد وما يجري مجرى العقد، ولا يقال إلا في النفع دون الضر، نحو قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}⁣[آل عمران: ١٩٩]، وقوله تعالى: {فَأَجْرُه عَلَى الله}⁣[الشورى: ٤٠]. والجزاء يقال فيما كان عن عقدٍ وغير عقد، ويقال في النافع والضار، نحو


(١) الحديث عن وابصة بن معبد ¥ قال: أتيت رسول اللَّه فقال: «جئت تسأل عن البرّ؟ قلت: نعم.

قال: البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردّد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك «أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٢٨، وفيه أيوب بن عبد اللَّه بن مكرز. قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه.

ووثقه ابن حبان. وأخرجه الدارمي ٢/ ٣٢٢. وانظر: مجمع الزوائد ١/ ١٨٢. ذكره النووي في الأربعين وقال:

حديث حسن رويناه في مسند أحمد والدارمي بإسناد حسن، راجع الأربعين النووية ص ٥٣.

(٢) انظر: المجموع المغيث ١/ ٣٢.