أج
  على ارتكاب آثام، وذلك لاستدعاء الأمور الصغيرة إلى الكبيرة، وعلى الوجهين حمل قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}[مريم: ٥٩].
  والآثم: المتحمّل الإثم، قال تعالى: {آثِمٌ قَلْبُه}[البقرة: ٢٨٣].
  وقوبل الإثم بالبرّ، فقال ﷺ: «البرّ ما اطمأنّت إليه النفس، والإثم ما حاك في صدرك»(١) وهذا القول منه حكم البرّ والإثم لا تفسيرهما.
  وقوله تعالى: {مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}[القلم: ١٢] أي: آثم، وقوله: {يُسارِعُونَ فِي الإِثْمِ والْعُدْوانِ}[المائدة: ٦٢].
  قيل: أشار بالإثم إلى نحو قوله: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ الله فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ}[المائدة: ٤٤]، وبالعدوان إلى قوله: {ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ الله فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[المائدة: ٤٥]، فالإثم أعمّ من العدوان.
أج
  قال تعالى: {هذا عَذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ}[الفرقان: ٥٣]: شديد الملوحة والحرارة، من قولهم: أجيج النار وأَجَّتُهَا، وقد أجّت، وائتجّ النهار.
  ويأجوج ومأجوج منه، شبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموّجة لكثرة اضطرابهم(٢).
  وأجّ الظَّليم: إذا عدا، أجيجاً تشبيهاً بأجيج النار.
أجر
  الأجر والأجرة: ما يعود من ثواب العمل دنيوياً كان أو أخروياً، نحو قوله تعالى: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله}[يونس: ٧٢]، {وآتَيْناه أَجْرَه فِي الدُّنْيا وإِنَّه فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}[العنكبوت: ٢٧]، {ولأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[يوسف: ٥٧].
  والأُجرة في الثواب الدنيوي، وجمع الأجر أجور، وقوله تعالى: {وآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}[النساء: ٢٥] كناية عن المهور، والأجر والأجرة يقال فيما كان عن عقد وما يجري مجرى العقد، ولا يقال إلا في النفع دون الضر، نحو قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[آل عمران: ١٩٩]، وقوله تعالى: {فَأَجْرُه عَلَى الله}[الشورى: ٤٠]. والجزاء يقال فيما كان عن عقدٍ وغير عقد، ويقال في النافع والضار، نحو
(١) الحديث عن وابصة بن معبد ¥ قال: أتيت رسول اللَّه ﷺ فقال: «جئت تسأل عن البرّ؟ قلت: نعم.
قال: البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردّد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك «أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٢٨، وفيه أيوب بن عبد اللَّه بن مكرز. قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه.
ووثقه ابن حبان. وأخرجه الدارمي ٢/ ٣٢٢. وانظر: مجمع الزوائد ١/ ١٨٢. ذكره النووي في الأربعين وقال:
حديث حسن رويناه في مسند أحمد والدارمي بإسناد حسن، راجع الأربعين النووية ص ٥٣.
(٢) انظر: المجموع المغيث ١/ ٣٢.