مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أثل

صفحة 63 - الجزء 1

  تشريفاً له. ورجل أَثِرٌ: يستأثر على أصحابه.

  وحكى اللحياني⁣(⁣١): خذه آثراً ما، وإثراً ما، وأثر ذي أثير⁣(⁣٢).

أثل

  قال تعالى: {ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وأَثْلٍ وشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}⁣[سبأ: ١٦].

  أَثْل: شجر ثابت الأصل، وشجر متأثّل:

  ثابت ثبوته، وتأثّل كذا: ثبت ثبوته.

  وقوله في الوصيّ: «غير متأثّل مالًا»⁣(⁣٣) أي: غير مقتنٍ له ومدّخر، فاستعار التأثّل له، وعنه استعير: نحتّ أثلته: إذا اغتبته⁣(⁣٤).

إثم

  الإثم والأثام: اسم للأفعال المبطئة عن الثواب⁣(⁣٥)، وجمعه آثام، ولتضمنه لمعنى البطء قال الشاعر:

  ٦ - جماليّةٍ تغتلي بالرّادف ... إذا كذّب الآثمات الهجير⁣(⁣٦)

  وقوله تعالى: {فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ لِلنَّاسِ}⁣[البقرة: ٢١٩] أي: في تناولهما إبطاء عن الخيرات.

  وقد أَثِمَ إثماً وأثاماً فهو آثِمٌ وأَثِمٌ وأَثِيمٌ. وتأثَّم:

  خرج من إثمه، كقولهم: تحوّب وتحرّج: خرج من حوبه وحرجه، أي: ضيقه.

  وتسمية الكذب إثماً لكون الكذب من جملة الإثم، وذلك كتسمية الإنسان حيواناً لكونه من جملته.

  وقوله تعالى: {أَخَذَتْه الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ}⁣[البقرة: ٢٠٦] أي: حملته عزته على فعل ما يؤثمه، {ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً}⁣[الفرقان: ٦٨] أي: عذاباً، فسمّاه أثاماً لما كان منه، وذلك كتسمية النبات والشحم ندىً لما كانا منه في قول الشاعر:

  ٧ - تعلَّى الندى في متنه وتحدّرا⁣(⁣٧)

  وقيل: معنى: «يلق أثاماً» أي: يحمله ذلك


(١) علي بن حازم، راجع أخباره في إنباه الرواة ٢/ ٢٥٥. وذكر هذا أيضا كراع في المنتخب ٢/ ٥٣٦.

(٢) المبرّد في قولهم: خذ هذا آثراً ما، قال: كأنه يريد أن يأخذ منه واحداً وهو يسام على آخر، فيقول: خذ هذا الواحد آثراً، أي: قد آثرتك به، و «ما» فيه حشو. راجع لسان العرب (أثر).

(٣) الحديث أخرجه البخاري في الشروط ٥/ ٢٦٣ والوصايا، ومسلم في الوصية رقم (١٦٣٢)، وراجع شرح السنة ٢/ ٢٨٨، ٣٠٥، وأخرجه النسائي بلفظ: «كل من مال يتيمك غير مسرفٍ ولا مباذر ولا متأثل» ٦/ ٢٥٦.

(٤) قال ابن فارس: ونحت فلان أثلته، مثل، وذلك إذا قال في عرضه قبيحاً. انظر: مجمل اللغة ١/ ٨٧، وجمهرة الأمثال ٢/ ٣٠٩.

(٥) يقال: أثمت الناقة المشي تأثمه إثماً: أبطأت. انظر: اللسان (أثم).

(٦) البيت للأعشى في ديوانه ص ٨٧، واللسان (أثم). وعجزه في المجمل ١/ ٨٧.

(٧) هذا عجز بيت لعمرو بن أحمر، وشطره:

[كثور العداب الفرد يضربه الندى]

وهو في ديوانه ص ٨٤، واللسان (ندى).