كرب
  {فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[الشعراء: ١٠٢]، {وقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً}[البقرة: ١٦٧]، {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً}[الزمر: ٥٨] والْكِرْكِرَةُ: رحى زَوْرِ البعير، ويعبّر بها عن الجماعة المجتمعة، والْكَرْكَرَةُ:
  تصريف الرّيحِ السّحابَ، وذلك مُكَرَّرٌ من كَرَّ.
كرب
  الكَرْبُ: الغمّ الشّديد. قال تعالى: {فَنَجَّيْناه وأَهْلَه مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}[الأنبياء: ٧٦].
  والكُرْبَةُ كالغمّة، وأصل ذلك من: كَرْبِ الأرض، وهو قَلْبُها بالحفر، فالغمّ يثير النّفس إثارة ذلك، وقيل في مَثَلٍ: الكِرَابُ على البقر(١)، وليس ذلك من قولهم: (الكلاب على البقر) في شيء. ويصحّ أن يكون الكَرْبُ من:
  كَرَبَتِ الشمس: إذا دنت للمغيب. وقولهم: إناء كَرْبَانُ، أي: قريب. نحو: قَرْبانَ، أي: قريب من الملء، أو من الكَرَبِ، وهو عقد غليظ في رشا الدّلو، وقد يوصف الغمّ بأنه عقدة على القلب، يقال: أَكْرَبْتُ الدّلوَ.
كرس
  الكُرْسِيُّ في تعارف العامّة: اسم لما يقعد عليه. قال تعالى: {وأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّه جَسَداً ثُمَّ أَنابَ}[ص: ٣٤] وهو في الأصل منسوب إلى الْكِرْسِ، أي: المتلبّد أي: المجتمع.
  ومنه: الْكُرَّاسَةُ لِلْمُتَكَرِّسِ من الأوراق، وكَرَسْتُ البناءَ فَتَكَرَّسَ، قال العجاج:
  ٣٨٤ - يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال: نعم أعرفه، وأبلسا(٢)
  والكِرْسُ: أصل الشيء، يقال: هو قديم الْكِرْسِ. وكلّ مجتمع من الشيء كِرْسٌ، والْكَرُّوسُ: المتركَّب بعض أجزاء رأسه إلى بعضه لكبره، وقوله ø: {وَسِعَ كُرْسِيُّه السَّماواتِ والأَرْضَ}[البقرة: ٢٥٥] فقد روي عن ابن عباس أنّ الكُرْسِيَّ العلم(٣)، وقيل:
  كُرْسِيُّه ملكه، وقال بعضهم: هو اسم الفلك المحيط بالأفلاك، قال: ويشهد لذلك ما روي «ما السّموات السّبع في الكرسيّ إلَّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة»(٤).
(١) قال ابن فارس: ويقولون: الكراب على البقر، كأنهم أرادوا كرب الأرض للحرث. ويقال: الكلاب على البقر، يراد: صدنا بالبقر الكلاب، ويقال: تأويله: خلّ أمرا وصناعته. انظر: المجمل ٣/ ٧٨٣، وجمهرة الأمثال ٢/ ١٦٩، والأمثال ص ٢٨٤.
(٢) الرجز للعجاج، وهو في ديوانه ص ١٦، ومجاز القرآن ١/ ١٩٢، وتفسير القرطبي ٦/ ٤٢٧.
(٣) عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّه السَّماواتِ والأَرْضَ} قال: كرسيه: علمه، ألا ترى إلى قوله: {ولا يَؤُدُه حِفْظُهُما} انظر: الدر المنثور ٢/ ١٦، والأسماء والصفات ص ٤٩٧.
(٤) الحديث تقدّم في مادة (عرش). وقال ابن حجر: صحّحه ابن حبان، وله شاهد عن مجاهد، أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح. فتح الباري ١٣/ ٤١١.