مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

كسا

صفحة 711 - الجزء 1

كسف

  كُسُوفُ الشمس والقمر: استتارهما بعارض مخصوص، وبه شبّه كُسُوفُ الوجه والحال، فقيل: كَاسِفُ الوجه وكَاسِفُ الحال، والكِسْفَةُ:

  قطعة من السّحاب والقطن، ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة، وجمعها كِسَفٌ، قال: {ويَجْعَلُه كِسَفاً}⁣[الروم: ٤٨]، {فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ}⁣[الشعراء: ١٨٧]، {أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً}⁣[الإسراء: ٩٢] وكسفا⁣(⁣١) بالسّكون. فَكِسَفٌ جمع كِسْفَةٍ، نحو: سدرة وسِدَرٍ. {وإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ}⁣[الطور: ٤٤]. قال أبو زيد: كَسَفْتُ الثّوب أَكْسِفُه كِسْفاً:

  إذا قطعته قطعا⁣(⁣٢)، وقيل: كَسَفْتُ عرقوب الإبل، قال بعضهم: هو كَسَحْتُ لا غيرُ.

كسل

  الْكَسَلُ: التثاقل عمّا لا ينبغي التثاقل عنه، ولأجل ذلك صار مذموما. يقال: كَسِلَ فهو كَسِلٌ وكَسْلَانُ⁣(⁣٣)، وجمعه: كُسَالَى وكَسَالَى، قال تعالى: {ولا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وهُمْ كُسالى}⁣[التوبة: ٥٤] وقيل: فلان لا يَكْسَلُه الْمَكَاسِلُ⁣(⁣٤)، وفحل كَسِلٌ: يَكْسَلُ عن الضّراب، وامرأة مِكْسَالٌ: فاترة عن التّحرّك.

كسا

  الكِسَاءُ والْكِسْوَةُ: اللَّباس. قال تعالى: {أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}⁣[المائدة: ٨٩]، وقد كَسَوْتُه واكْتَسَى. قال: {وارْزُقُوهُمْ فِيها واكْسُوهُمْ}⁣[النساء: ٥]، {فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً}⁣[المؤمنون: ١٤]، واكْتَسَتِ الأرض بالنّبات، وقول الشاعر:

  ٣٨٥ - فبات له دون الصّبا وهي قرّة ... لحاف ومصقول الكساء رقيق⁣(⁣٥)

  فقد قيل: هو كناية عن اللَّبن إذا علته الدّواية⁣(⁣٦)، وقول الآخر:


(١) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب. انظر: الإتحاف ص ٢٨٦.

(٢) انظر: تهذيب اللغة ١٠/ ٧٦.

(٣) انظر: الأفعال للسرقسطي ٢/ ١٤٤.

(٤) قال ابن منظور: ويقال: فلان لا تكسله المكاسل. يقول: لا تثقله وجوه الكسل. انظر: اللسان (كسل)، وتهذيب اللغة ١٠/ ٦١.

(٥) البيت لعمرو بن الأهتم، وهو شاعر مخضرم، من قصيدته المفضلية، ومطلعها:

ألا طرقت أسماء وهي طروق ... وبانت على أنّ الخيال يشوق

والبيت في المفضليات ص ١٢٧، والمجمل ٣/ ٧٨٤، واللسان (كسأ)، والمعاني الكبير ١/ ٣٩٨. البيت لعمرو بن الأهتم من مفضليته. المفضليات ص ١٢٧.

(٦) قال التبريزي: أي: صار للضيف في مدافعة أذى الريح - وهي باردة - لحاف. أي: دثار يلتحف به. وقال الأصمعي: أراد بالكساء الدّواية، وهي الجلدة الرقيقة التي تعلو اللبن إذا برد. انظر: شرح المفضليات للتبريزي ٢/ ٦٠٩.