مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

كلا

صفحة 725 - الجزء 1

  ويغيّرونها، وقيل: إنه كان من جهة المعنى، وهو حمله على غير ما قصد به واقتضاه، وهذا أمثل القولين، فإنّ اللفظ إذا تداولته الألسنة واشتهر يصعب تبديله، وقوله: {وقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا الله أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ}⁣[البقرة: ١١٨] أي: لولا يكلَّمنا اللَّه مواجهة، وذلك نحو قوله: {يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ} إلى قوله: {أَرِنَا الله جَهْرَةً}⁣[النساء: ١٥٣](⁣١).

كلا

  كَلَّا: ردع وزجر وإبطال لقول القائل، وذلك نقيض «إي» في الإثبات. قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ} إلى قوله {كَلَّا}⁣[مريم: ٧٧ - ٧٩](⁣٢)، وقال تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا}⁣[المؤمنون: ١٠٠] إلى غير ذلك من الآيات، وقال: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَه}⁣[عبس: ٢٣].

كلأ

  الْكِلَاءَةُ: حفظ الشيء وتبقيته، يقال: كَلأَكَ اللَّه، وبلغ بك أَكْلأَ العُمرِ، واكْتَلأْتُ بعيني كذا.

  قال: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ الآية}⁣[الأنبياء: ٤٣].

  والْمُكَلأُ: موضع تحفظ فيه السُّفُنُ، والْكَلَّاءُ:

  موضع بالبَصْرَةِ، سمّي بذلك لأنهم يَكْلَئُونَ سفنهم هناك، وعبّر عن النّسيئة بِالْكَالِئِ. وروي أنه عليه الصلاة والسلام: «نهى عن الْكَالِئِ بالكالئ»⁣(⁣٣). والْكَلأُ: العِشْبُ الذي يحفظ.

  ومكان مُكْلأٌ وكَالِئٌ: يكثر كَلَؤُه.

كلا⁣(⁣٤)

  كِلَا في التّثنية ك «كلّ» في الجمع، وهو مفرد اللفظ مثنّى المعنى. عبّر عنه بلفظ الواحد مرّة اعتبارا بلفظه، وبلفظ الاثنين مرّة اعتبارا بمعناه. قال: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما}⁣[الإسراء: ٢٣] ويقال في المؤنّث:


(١) الآية: {يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّه جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ}.

(٢) الآية: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وقالَ لأُوتَيَنَّ مالًا ووَلَداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ ونَمُدُّ لَه مِنَ الْعَذابِ مَدًّا}.

(٣) الحديث عن ابن عمر أنّ النبيّ : «نهى عن بيع الكالئ بالكالئ» أخرجه الحاكم ٢/ ٥٧، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، والدارقطني ٣/ ٧١، والبيهقي ٥/ ٢٩٠، وسنده ضعيف، فيه موسى بن عبيدة الربذي ضعيف. وقال البيهقي: وموسى هذا ابن عبيدة الربذي، وشيخنا أبو عبد اللَّه - أي: الحاكم - قال في روايته: عن [استدراك] موسى بن عقبة، وهو خطأ، والعجب من الدارقطني شيخ عصره روى هذا الحديث في كتاب السنن فقال: عن موسى بن عقبة.

(٤) هذا الفصل نقله السيوطي في الإتقان ١/ ٢٢٠.