مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

كند

صفحة 727 - الجزء 1

  الشيء كَنّاً: جعلته في كِنٍّ⁣(⁣١)، وخُصَّ كَنَنْتُ بما يستر ببيت أو ثوب، وغير ذلك من الأجسام، قال تعالى: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ}⁣[الصافات: ٤٩]، {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ}⁣[الطور: ٢٤].

  وأَكْنَنْتُ: بما يُستَر في النّفس. قال تعالى: {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ}⁣[البقرة: ٢٣٥] وجمع الكنّ أَكْنَانٌ. قال تعالى: {وجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً}⁣[النحل: ٨١]. والكِنَانُ:

  الغطاء الذي يكنّ فيه الشيء، والجمع أَكِنَّةٌ.

  نحو: غطاء وأغطية، قال: {وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه}⁣[الأنعام: ٢٥]، وقوله تعالى: {وقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ}⁣[فصلت: ٥]. قيل: معناه في غطاء عن تفهّم ما تورده علينا، كما قالوا: {يا شُعَيْبُ ما نَفْقَه الآية}⁣[هود: ٩١]، وقوله: {إِنَّه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ}⁣[الواقعة: ٧٧ - ٧٨] قيل: عنى بالكتاب الْمَكْنُونِ اللَّوح المحفوظ، وقيل: هو قلوب المؤمنين، وقيل: ذلك إشارة إلى كونه محفوظا عند اللَّه تعالى، كما قال: {وإِنَّا لَه لَحافِظُونَ}⁣[الحجر: ٩] وسمّيت المرأة المتزوجة كِنَّةً لكونها في كنّ من حفظ زوجها، كما سمّيت محصنة لكونها في حصن من حفظ زوجها، والْكِنَانَةُ: جُعْبة غير مشقوقة.

كند

  قوله تعالى: {إِنَّ الإِنْسانَ لِرَبِّه لَكَنُودٌ}⁣[العاديات: ٦] أي: كفور لنعمته، كقولهم:

  أرض كَنُودٌ: إذا لم تنبت شيئا.

كنز

  الْكَنْزُ: جعل المال بعضه على بعض وحفظه. وأصله من: كَنَزْتُ التّمرَ في الوعاء، وزمن الْكِنَازُ⁣(⁣٢): وقت ما يُكْنَزُ فيه التّمر، وناقة كِنَازٌ مُكْتَنِزَةُ اللَّحم. وقوله تعالى: {والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ}⁣[التوبة: ٣٤] أي:

  يدّخرونها، وقوله: {فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}⁣[التوبة: ٣٥]، وقوله: {لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْه كَنْزٌ}⁣[هود: ١٢] أي: مال عظيم. {وكانَ تَحْتَه كَنْزٌ لَهُما}⁣[الكهف: ٨٢] قيل: كان صحيفة علم⁣(⁣٣).

كهف

  الْكَهْفُ: الغار في الجبل، وجمعه كُهُوفٌ.

  قال تعالى: {أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ الآية}⁣[الكهف: ٩].

كهل

  الْكَهْلُ: من وَخَطَه الشَّيْبُ، قال: {ويُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وكَهْلًا ومِنَ الصَّالِحِينَ}⁣[آل عمران: ٤٦]


(١) انظر: تهذيب اللغة ٩/ ٤٥٢، والمجمل ٣/ ٧٦٦، والأفعال ٢/ ١٤١.

(٢) قال ابن السكيت: لم يسمع إلا بالفتح، كالجداد. انظر: إصلاح المنطق ص ١٠٥.

وذكر أبو عبيد عن الأموي: أتيتهم عند الكناز والكناز يعني: حين كنزوا التمر. انظر: تهذيب اللغة ١٠/ ٩٨.

(٣) قال ابن عباس: سمعنا أنّ ذلك الكنز كان علما، فورثا ذلك العلم. الدر المنثور ٥/ ٤٣١.