مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

كيد

صفحة 728 - الجزء 1

  واكْتَهَلَ النّباتُ: إذا شارف اليبوسة مشارفة الْكَهْلِ الشّيبَ، قال:

  ٤٠٠ - مؤزّر بهشيم النّبت مُكْتَهِلٌ⁣(⁣١)

كهن

  الْكَاهِنُ: هو الذين يخبر بالأخبار الماضية الخفيّة بضرب من الظَّنّ، والعرّاف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك، ولكون هاتين الصّناعتين مبنيّتين على الظَّنّ الذي يخطئ ويصيب قال عليه الصلاة والسلام: «من أتى عرّافا أو كَاهِناً فصدّقه بما قال فقد كفر بما أنزل على أبي القاسم»⁣(⁣٢). ويقال: كَهُنَ فلان كهَانَةً:

  إذا تعاطى ذلك، وكَهَنَ: إذا تخصّص بذلك، وتَكَهَّنَ: تكلَّف ذلك⁣(⁣٣). قال تعالى: {ولا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ}⁣[الحاقة: ٤٢].

كوب

  الْكَوْبُ: قدح لا عروة له، وجمعه أَكْوَابٌ.

  قال: {بِأَكْوابٍ وأَبارِيقَ وكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}⁣[الواقعة: ١٨]. والْكُوبَةُ: الطَّبل الَّذي يُلْعَبُ به.

كيد

  الْكَيْدُ: ضرب من الاحتيال، وقد يكون مذموما وممدوحا، وإن كان يستعمل في المذموم أكثر، وكذلك الاستدراج والمكر، ويكون بعض ذلك محمودا، قال: {كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ}⁣[يوسف: ٧٦] وقوله: {وأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}⁣[الأعراف: ١٨٣] قال بعضهم: أراد بالكيد العذاب⁣(⁣٤)، والصّحيح: أنه هو الإملاء والإمهال المؤدّي إلى العقاب كقوله: {إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً}⁣[آل عمران: ١٧٨] {وأَنَّ الله لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ}⁣[يوسف: ٥٢] فخصّ الخائنين تنبيها أنه قد يهدي كيد من لم يقصد بكيده خيانة، ككيد يوسف بأخيه، وقوله: {لأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٥٧] أي: لأريدنّ بها سوءا. وقال: {فَأَرادُوا بِه كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الأَسْفَلِينَ}⁣[الصافات: ٩٨] وقوله: {فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ}⁣[المرسلات: ٣٩]، وقال: {كَيْدُ ساحِرٍ}⁣[طه: ٦٩]،


(١) البيت يروى:

يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزّر بعميم النبت مكتهل

وهو للأعشى في ديوانه ص ١٤٥، واللسان (شرق).

(٢) الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال: «من أتى كاهنا أو عرّافا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » أخرجه أحمد ٢/ ٤٢٩، وأبو داود في الطب برقم (٣٩٠٤) (انظر: معالم السنن ٤/ ٢٢٨)، والحاكم ١/ ٨، وقال: صحيح على شرطهما جميعا، والترمذي: باب النهي عن إتيان الحائض (انظر: عارضة الأحوذي ١/ ٢١٧)، وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث صحيح. وانظر: شرح السنة ١٢/ ١٨١.

(٣) انظر: البصائر ٤/ ٣٩٨.

(٤) يروى عن ابن عباس قوله: كيد اللَّه العذاب والنقمة. الدر المنثور ٣/ ٦١٨.