مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

كور

صفحة 729 - الجزء 1

  {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ}⁣[طه: ٦٤] ويقال: فلان يَكِيدُ بنفسه، أي: يجود بها، وكَادَ الزّندُ: إذا تباطأ بإخراج ناره.

  ووُضِعَ «كَادَ» لمقاربة الفعل، يقال: كَادَ يفعل: إذا لم يكن قد فعل، وإذا كان معه حرف نفي يكون لما قد وقع، ويكون قريبا من أن لا يكون. نحو قوله تعالى: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا}⁣[الإسراء: ٧٤]، {وإِنْ كادُوا}⁣[الإسراء: ٧٣]، {تَكادُ السَّماواتُ}⁣[مريم: ٩٠]، {يَكادُ الْبَرْقُ}⁣[البقرة: ٢٠]، {يَكادُونَ يَسْطُونَ}⁣[الحج: ٧٢]، {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}⁣[الصافات: ٥٦] ولا فرق بين أن يكون حرف النّفي متقدما عليه أو متأخّرا عنه. نحو: {وما كادُوا يَفْعَلُونَ}⁣[البقرة: ٧١]، {لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ}⁣[النساء: ٧٨]. وقلَّما يستعمل في كاد أن إلا في ضرورة الشّعر⁣(⁣١). قال:

  ٤٠١ - قد كَادَ من طول البلى أن يمصحا⁣(⁣٢)

  أي: يمضي ويدرس.

كور

  كَوْرُ الشيءِ: إدارته وضمّ بعضه إلى بعض، كَكَوْرِ العمامةِ، وقوله تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ويُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ}⁣[الزمر: ٥] فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما. وطعنه فَكَوَّرَه: إذا ألقاه مجتمعا⁣(⁣٣)، واكْتَارَ الفَرَسُ: إذا أدار ذنبه في عدوه، وقيل لإبل كثيرة: كَوْرٌ، وكَوَّارَةُ النّحل معروفة. والْكُورُ: الرّحلُ، وقيل لكلّ مصر:

  كُورَةٌ، وهي البقعة التي يجتمع فيها قرى ومحالّ.

كأس

  قال تعالى: {مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً}⁣[الإنسان: ٥]، {كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا}⁣[الإنسان: ١٧] والْكَأْسُ: الإناء بما فيه من الشراب، وسمّي كلّ واحد منهما بانفراده كأسا. يقال: شربت كَأْساً، وكَأْسٌ طيّبة يعني بها الشَّرَابَ. قال تعالى: {وكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ}⁣[الواقعة: ١٨]. وكَاسَتِ الناقة تَكُوسُ⁣(⁣٤): إذا مشت على ثلاثة قوائم، والكيس:

  جودة القريحة، وأَكْأَسَ الرّجلُ وأكيس: إذا ولد أولادا أكياسا، وسمّي الغدر كيسان تصوّرا أنه ضرب من استعمال الكيس، أو لأنّ كيسان كان


(١) وفي ذلك يقول ابن مالك في ألفيته:

وكونه بدون «أن» بعد عسى ... نزر، وكاد الأمر فيه عكسا

(٢) الرجز لرؤبة بن العجاج، وهو في اللسان (مصح)، وديوانه ص ٧٢، والمساعد ١/ ٢٩٥.

(٣) عن الأصمعي: طعنه فكوّره وجوّره: إذا صرعه. تهذيب اللغة ١٠/ ٣٤٦.

(٤) انظر: تهذيب اللغة ١٠/ ٣١٢، والمجمل ٣/ ٧٧٤.