مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أد

صفحة 69 - الجزء 1

  الدنيا عن النشأة الأولى نحو: {وإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ}⁣[العنكبوت: ٦٤]، وربما ترك ذكر الدار نحو قوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ}⁣[هود: ١٦].

  وقد توصف الدار بالآخرة تارةً، وتضاف إليها تارةً نحو قوله تعالى: {ولَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}⁣[الأنعام: ٣٢]، {ولَدارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا}⁣(⁣١) [يوسف: ١٠٩].

  وتقدير الإضافة: دار الحياة الآخرة.

  و «أُخَر» معدول عن تقدير ما فيه الألف واللام، وليس له نظير في كلامهم، فإنّ أفعل من كذا، - إمّا أن يذكر معه «من» لفظا أو تقديرا، فلا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث.

  - وإمّا أن يحذف منه «من» فيدخل عليه الألف واللام فيثنّى ويجمع.

  وهذه اللفظة من بين أخواتها جوّز فيها ذلك من غير الألف واللام.

  والتأخير مقابل للتقديم، قال تعالى: {بِما قَدَّمَ وأَخَّرَ}⁣[القيامة: ١٣]، {ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ}⁣[الفتح: ٢]، {إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيه الأَبْصارُ}⁣[إبراهيم: ٤٢]، {رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ}⁣[إبراهيم: ٤٤].

  وبعته بِأَخِرَةٍ. أي: بتأخير أجل، كقوله: بنظرة.

  وقولهم: أبعد اللَّه الأَخِرَ أي: المتأخر عن الفضيلة وعن تحرّي الحق⁣(⁣٢).

أد

  قال تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا}⁣[مريم: ٨٩] أي: أمراً منكرا يقع فيه جلبة، من قولهم:

  أدّت الناقة تئدّ، أي: رجّعت حنينها ترجيعاً شديداً⁣(⁣٣).

  والأديد: الجلبة، وأدّ قيل: من الود⁣(⁣٤)، أو من: أدّت الناقة.

أدى

  الأداء: دفع الحق دفعةً وتوفيته، كأداء الخراج والجزية وأداء الأمانة، قال اللَّه تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَه}⁣[البقرة: ٢٨٣]، {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهْلِها}⁣[النساء: ٥٨]، وقال: {وأَداءٌ إِلَيْه بِإِحْسانٍ}⁣[البقرة: ١٧٨]، وأصل ذلك من الأداة، تقول: أدوت بفعل كذا، أي: احتلت، وأصله: تناولت الأداة


(١) في المخطوطة: {ولأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ}⁣[النحل: ٤١]. ولا شاهد فيها.

(٢) يقال في الشتم: أبعد اللَّه الأخر بكسر الخاء وقصر الألف، ولا تقوله للأنثى. وقال ابن شميل: الأخر: المؤخّر المطروح.

(٣) انظر: مجمل اللغة ١/ ٧٩، واللسان (أدّ) ٢/ ٧١، والأفعال ١/ ٨٨.

(٤) وقائل هذا هو ابن دريد، انظر: جمهرة اللغة ١/ ١٥، واللسان ٣/ ٧١.