مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ملأ

صفحة 776 - الجزء 1

  {ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا}⁣[طه: ٨٧](⁣١) وقرئ بكسر الميم⁣(⁣٢)، ومَلَكْتُ العجينَ: شددت عجنه، وحائط ليس له مِلَاكٌ. أي: تماسك وأما المَلَكُ فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكة، وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحقّقين:

  هو من المِلك، قال: والمتولَّي من الملائكة شيئا من السّياسات يقال له: ملك بالفتح، ومن البشر يقال له: ملك بالكسر، فكلّ مَلَكٍ ملائكة وليس كلّ ملائكة ملكا، بل الملك هو المشار إليه بقوله: {فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً}⁣[النازعات: ٥]، {فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً}⁣[الذاريات: ٤]، {والنَّازِعاتِ}⁣[النازعات: ١] ونحو ذلك، ومنه: ملك الموت، قال: {والْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها}⁣[الحاقة: ١٧]، {عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ}⁣[البقرة: ١٠٢]، {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}⁣[السجدة: ١١].

ملأ

  المَلأُ: جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواء ومنظرا، والنّفوس بهاء وجلالا. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ}⁣[البقرة: ٢٤٦]، و {قالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِه}⁣[الأعراف: ٦٠]، {إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ}⁣[القصص: ٢٠]، {قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ}⁣[النمل: ٢٩]، وغير ذلك من الآيات. يقال: فلان مِلْءُ العيونِ. أي: معظَّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه: قيل شابّ مَالِئُ العينِ⁣(⁣٣)، والملأ: الخلق المملوء جمالا، قال الشاعر:

  ٤٢٧ - فقلنا أحسني مَلأً جهينا⁣(⁣٤)

  ومَالأْتُه: عاونته وصرت من ملئه. أي:

  جمعه. نحو: شايعته. أي: صرت من شيعته، ويقال: هو مَلِيءٌ بكذا. والمَلَاءَةُ: الزّكام الذي يملأ الدّماغ، يقال: مُلِئَ فلانٌ وأُمْلِئَ، والمِلْءُ:

  مقدار ما يأخذه الإناء الممتلئ، يقال: أعطني ملأه ومِلأَيْه وثلاثة أَمْلَائِه.

ملا

  الإِمْلَاءُ: الإمداد، ومنه قيل للمدّة الطويلة مَلَاوَةٌ من الدّهر، ومَلِيٌّ من الدّهر، قال تعالى:


(١) وهي قراءة نافع وعاصم وأبي جعفر.

(٢) وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الميم. انظر: الإتحاف ص ٣٠٦.

(٣) قال ابن منظور: وشاب مالئ العين: إذا كان فخما حسنا. اللسان (ملأ).

(٤) هذا عجز بيت، وصدره:

تنادوا: يا لبهثة إذ رأونا

وهو لعبد الشارق بن عبد العزى الجهني، وهو في شرح الحماسة ٢/ ٢٠، واللسان (ملأ)، والمجمل ٣/ ٨٣٨، وشرح مقصورة ابن دريد لابن خالويه ص ٣٠٨، وتفسير الراغب ورقة ١٦٥.