نزل
  والجمع النُّزَف، ونُزِفَ دَمُه، أو دَمْعُه. أي: نُزِعَ كلَّه، ومنه قيل: سَكْران نَزِيفٌ: نُزِفَ فَهْمُه بسُكْره. قال تعالى: {لا يُصَدَّعُونَ عَنْها ولا يُنْزِفُونَ}[الواقعة: ١٩](١) وقرئ:
  ينزفون(٢) من قولهم: أَنْزَفُوا: إذا نَزَفَ شرابُهم، أو نُزِعَتْ عقولُهم. وأصله من قولهم:
  أَنْزَفُوا. أي: نَزَفَ ماءُ بئرهم، وأَنْزَفْتُ الشيءَ:
  أبلغُ من نَزَفْتُه، ونَزَفَ الرجلُ في الخصومةِ:
  انقطعت حُجَّتُه، وفي مَثَلٍ: هو أَجْبَنُ مِنَ المَنْزُوفِ ضَرِطاً(٣).
نزل
  النُّزُولُ في الأصل هو انحِطَاطٌ من عُلْوّ.
  يقال: نَزَلَ عن دابَّته، ونَزَلَ في مكان كذا: حَطَّ رَحْلَه فيه، وأَنْزَلَه غيرُه. قال تعالى: {أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}[المؤمنون: ٢٩] ونَزَلَ بكذا، وأَنْزَلَه بمعنًى، وإِنْزَالُ اللَّه تعالى نِعَمَه ونِقَمَه على الخَلْق، وإعطاؤُهُم إيّاها، وذلك إمّا بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، وإمّا بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللَّباس، ونحو ذلك، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِه الْكِتابَ}[الكهف: ١]، {الله الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ}[الشورى: ١٧]، {وأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ}[الحديد: ٢٥]، {وأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ والْمِيزانَ}[الحديد: ٢٥]، {وأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ}[الزمر: ٦]، {وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً}[الفرقان: ٤٨]، {وأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً}[النبأ: ١٤]، و {أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ}[الأعراف: ٢٦]، {أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ}[المائدة: ١١٤]، {أَنْ يُنَزِّلَ الله مِنْ فَضْلِه عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِه}[البقرة: ٩٠] ومن إنزال العذاب قوله: {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِه الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ}[العنكبوت: ٣٤]. والفَرْقُ بَيْنَ الإِنْزَالِ والتَّنْزِيلِ في وَصْفِ القُرآنِ والملائكةِ أنّ التَّنْزِيل يختصّ بالموضع الذي يُشِيرُ إليه إنزالُه مفرَّقاً، ومرَّةً بعد أُخْرَى، والإنزالُ عَامٌّ، فممَّا ذُكِرَ فيه التَّنزيلُ قولُه: {نَزَلَ بِه الرُّوحُ الأَمِينُ}[الشعراء: ١٩٣] وقرئ: نزل(٤) {ونَزَّلْناه تَنْزِيلًا}[الإسراء: ١٠٦]، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}[الحجر: ٩]، {لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ}[الزخرف: ٣١]، {ولَوْ نَزَّلْناه عَلى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ}[الشعراء: ١٩٨]، {ثُمَّ أَنْزَلَ الله سَكِينَتَه}[التوبة: ٢٦]، {وأَنْزَلَ
(١) وهي قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبي عمرو، وأبي جعفر ويعقوب.
(٢) وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص ٤٠٧.
(٣) انظر: مجمع الأمثال ١/ ١٨٠، والأمثال ص ٣٦٧.
(٤) وهي قراءة ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف. الإتحاف ص ٣٣٤.