مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نسب

صفحة 801 - الجزء 1

  الدِّينِ}⁣(⁣١)، {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ}⁣[الواقعة: ٩٣]. وأَنْزَلْتُ فلانا: أَضَفْتُه. ويُعَبَّرُ بِالنَّازِلَةِ عن الشِّدَّة، وجَمْعُهَا نَوَازِلُ، والنِّزَالُ في الحرْبِ:

  المُنَازَلة، ونَزَلَ فلانٌ: إذا أتى مِنًى، قال الشاعر:

  ٤٣٦ - أَنَازِلَةٌ أَسْمَاءُ أَمْ غَيْرُ نَازِلَةٍ⁣(⁣٢)

  والنُّزَالَةُ والنُّزْلُ يُكَنَّى بهما عن ماءِ الرَّجُل إذا خَرَجَ عنه، وطعامٌ نُزُلٌ، وذو نُزُلٍ: له رَيْعٌ، وحَظٍّ نَزِلٌ: مُجْتَمَعٌ، تشبيهاً بالطَّعامِ النُّزُلِ.

نسب

  النَّسَب والنِّسْبَة: اشتراك من جهة أحد الأبوين، وذلك ضربان:

  نَسَبٌ بالطُّول كالاشتراك من الآباء والأبناء.

  ونَسَبٌ بالعَرْض كالنِّسْبة بين بني الإِخْوة، وبني الأَعْمام. قال تعالى: {فَجَعَلَه نَسَباً وصِهْراً}⁣[الفرقان: ٥٤]. وقيل: فلان نَسِيبُ فلان. أي: قريبه، وتُستعمَل النّسبةُ في مقدارَيْنِ مُتجانِسَيْنِ بَعْضَ التَّجَانُسِ يختصُّ كلّ واحد منهما بالآخر، ومنه: النَّسِيبُ، وهو الانْتِسَابُ في الشِّعْر إلى المرأة بذِكْر العشق، يقال: نَسَبَ الشاعر بالمرأة نَسَباً ونَسِيباً.

نسخ

  النَّسْخُ: إزالةُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ يَتَعَقَّبُه، كنَسْخِ الشَّمْسِ الظِّلَّ، والظِّلِّ الشمسَ، والشَّيْبِ الشَّبَابَ. فَتَارَةً يُفْهَمُ منه الإزالة، وتَارَةً يُفْهَمُ منه الإثباتُ، وتَارَةً يُفْهَم منه الأَمْرَانِ. ونَسْخُ الكتاب: إزالة الحُكْمِ بحكم يَتَعَقَّبُه. قال تعالى: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها}⁣[البقرة: ١٠٦] قيل: معناه ما نُزيل العملَ بها، أو نحْذِفها عن قلوبِ العباد، وقيل: معناه:

  ما نُوجِده وننزِّله. من قولهم: نَسَخْتُ الكتابَ، وما نَنْسأُه. أي: نُؤَخِّرُه فلَمْ نُنَزِّلْه، {فَيَنْسَخُ الله ما يُلْقِي الشَّيْطانُ}⁣[الحج: ٥٢]. ونَسْخُ الكتابِ: نَقْلُ صُورته المجرَّدة إلى كتابٍ آخرَ، وذلك لا يقتضي إزالةَ الصُّورَةِ الأُولى بل يقتضي إثباتَ مثلها في مادَّةٍ أُخْرَى، كاتِّخَاذِ نَقْشِ الخَاتم في شُمُوعٍ كثيرة، والاسْتِنْسَاخُ: التَّقَدُّمُ بنَسْخِ الشيءِ، والتَّرَشُّح، للنَّسْخ. وقد يُعَبَّر بالنَّسْخِ عن الاستنساخِ. قال تعالى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}⁣[الجاثية: ٢٩]. والمُنَاسَخَةُ في الميراث: هو أن يموت ورثةٌ بعد ورثةٍ والميراثُ قائمٌ لم يُقْسَمْ، وتَنَاسُخُ الأزمنةِ والقرونِ: مُضِيُّ


(١) الآيات: {لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْه مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}⁣[الواقعة: ٥٢ - ٥٦].

(٢) الشطر لعامر بن الطفيل، وعجزه:

أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعله

وهو في ديوانه ص ١٠٤، وشرح المقصورة لابن هشام اللخمي ص ٢٦٢، والمجمل ٣/ ٨٦٤.