مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نصح

صفحة 808 - الجزء 1

  مثل: بُخْلٍ وبَخَلٍ. قال تعالى: {لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ}⁣[فاطر: ٣٥] وأَنْصَبَنِي كذا. أي:

  أَتْعَبَنِي وأَزْعَجَنِي، قال الشاعرُ:

  ٤٤٢ - تَأَوَّبَنِي هَمٌّ مَعَ اللَّيْلِ مُنْصِبٌ⁣(⁣١)

  وهَمٌّ نَاصِبٌ قيل: هو مثل: عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ⁣(⁣٢)، والنَّصَبُ: التَّعَبُ. قال تعالى: {لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً}⁣[الكهف: ٦٢]. وقد نَصِبَ⁣(⁣٣) فهو نَصِبٌ ونَاصِبٌ، قال تعالى: {عامِلَةٌ ناصِبَةٌ}⁣[الغاشية: ٣]. والنَّصِيبُ:

  الحَظُّ المَنْصُوبُ. أي: المُعَيَّنُ. قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}⁣[النساء: ٥٣]، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ}⁣[آل عمران: ٢٣]، {فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}⁣[الشرح: ٧] ويقال: نَاصَبَه الحربَ والعَداوةَ، ونَصَبَ له، وإن لم يُذْكَر الحربُ جَازَ، وتَيْسٌ أَنْصَبُ، وشَاةٌ أو عَنْزَةٌ نَصْبَاءُ: مُنْتَصِبُ القَرْنِ، وناقةٌ نَصْبَاءُ: مُنْتَصِبَةُ الصَّدْرِ، ونِصَابُ السِّكِّين ونَصَبُه، ومنه: نِصَابُ الشيءِ: أَصْلُه، ورَجَعَ فلانٌ إلى مَنْصِبِه. أي: أَصْلِه، وتَنَصَّبَ الغُبارُ:

  ارتَفَع، ونَصَبَ السِّتْرَ: رَفَعَه، والنَّصْبُ في الإِعراب معروفٌ، وفي الغِنَاءِ ضَرْبٌ منه.

نصح

  النُّصْحُ: تَحَرِّي فِعْلٍ أو قَوْلٍ فيه صلاحُ صاحبِه. قال تعالى: {لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي ونَصَحْتُ لَكُمْ ولكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}⁣[الأعراف: ٧٩]، وقال: {وقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ}⁣[الأعراف: ٢١]، {ولا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ}⁣[هود: ٣٤] وهو من قولهم: نَصَحْتُ له الوُدَّ.

  أي: أَخْلَصْتُه، ونَاصِحُ العَسَلِ: خَالِصُه، أو من قولهم: نَصَحْتُ الجِلْدَ: خِطْتُه، والنَّاصِحُ:

  الخَيَّاطُ، والنِّصَاحُ: الخَيْطُ، وقوله: {تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَصُوحاً}⁣[التحريم: ٨] فمِنْ أَحَدِ هذين، إِمَّا الإخلاصُ، وإِمَّا الإِحكامُ، ويقال:

  نَصُوحٌ ونَصَاحٌ نحو ذَهُوب وذَهَاب، قال:

  ٤٤٣ - أَحْبَبْتُ حُبّاً خَالَطَتْه نَصَاحَةٌ⁣(⁣٤)

نصر

  النَّصْرُ والنُّصْرَةُ: العَوْنُ. قال تعالى: {نَصْرٌ مِنَ الله وفَتْحٌ قَرِيبٌ}⁣[الصف: ١٣]، {إِذا جاءَ نَصْرُ الله}⁣[النصر: ١]، {وانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٦٨]،


(١) شطر بيت لطفيل الغنوي، وعجزه:

وجاء من الأخبار ما لا أكذب

والشطر في عمدة الحفاظ (نصب)، دون نسبة، والبيت في الأغاني ١٤/ ٨٧.

(٢) قال الأصمعي: همّ ناصب. أي: ذو نصب، مثل: ليل نائم: ذو نوم ينام فيه. ورجل دارع: ذو درع. اللسان (نصب).

(٣) قال أبو عثمان: نصب نصبا: أعيا من التعب. الأفعال: ٣/ ١٥٢.

(٤) الشطر في عمدة الحفاظ (نصح)، دون نسبة.