مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نكس

صفحة 824 - الجزء 1

  واستعمال ذلك في عبارة النحويِّين هو أن يُجْعَلَ الاسم على صِيغَةٍ مخصوصةٍ، ونَكَرْتُ على فُلَانٍ وأَنْكَرْتُ: إذا فَعَلْتُ به فِعْلًا يَرْدَعُه. قال تعالى: {فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ}⁣[الملك: ١٨] أي:

  إِنْكَارِي. والنُّكْرُ: الدّهاءُ والأمْرُ الصَّعْبُ الذي لا يُعْرَفُ، وقد نَكَرَ نَكَارَةً⁣(⁣١)، قال تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ}⁣[القمر: ٦]. وفي الحديث: «إِذَا وُضِعَ المَيِّتُ فِي القَبْرِ أَتَاه مَلَكَانِ مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ»⁣(⁣٢)، واستُعِيرَتِ المُنَاكَرَةُ للمُحَارَبَةِ.

نكس

  النَّكْسُ: قَلْبُ الشيءِ عَلَى رَأْسِه، ومنه:

  نُكِسَ الوَلَدُ: إذا خَرَجَ رِجْلُه قَبْلَ رَأْسِه، قال تعالى: {ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ}⁣[الأنبياء: ٦٥] والنُّكْسُ في المَرَضِ أن يَعُودَ في مَرَضِه بعد إِفَاقَتِه، ومن النَّكْسِ في العُمُرِ قال تعالى: {ومَنْ نُعَمِّرْه نُنَكِّسْه فِي الْخَلْقِ}⁣[يس: ٦٨] وذلك مثل قوله: {ومِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ}⁣[النحل: ٧٠] وقرئ: ننكسه⁣(⁣٣)، قال الأخفش: لا يكاد يقال نَكَّسْتُه بالتَّشْدِيدِ إلَّا لما يُقْلَبُ فيُجْعَلُ رأسُه أسْفَلَه⁣(⁣٤). والنِّكْسُ:

  السَّهْمُ الذي انكَسَرَ فوقُه، فجُعِلَ أَعْلَاه أسْفَلُه فيكون رديئاً، ولِرَدَاءَتِه يُشَبَّه به الرَّجُلُ الدَّنِيءُ.

نكص

  النُّكُوصُ: الإِحْجَامُ عن الشيء. قال تعالى: {نَكَصَ عَلى عَقِبَيْه}⁣[الأنفال: ٤٨].

نكف

  يقال: نَكَفْتُ من كذا، واسْتَنْكَفْتُ منه:

  أَنِفْتُ. قال تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّه}⁣[النساء: ١٧٢]، {وأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا}⁣[النساء: ١٧٣] وأصله من: نَكَفْتُ الشيْءَ: نَحَّيْتُه، ومن النَّكْفِ، وهو تَنْحِيَةُ الدَّمْعِ عن الخَدِّ بِالإِصْبَعِ، وبَحْرٌ لا يُنْكَفُ. أي: لا يُنْزَحُ، والانْتِكَافُ: الخُرُوجُ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ.

نكل

  يقال: نَكَلَ عَنِ الشَّيْءِ: ضَعُفَ وعَجَزَ،


(١) قال السرقسطي: ونكر نكارة ونكرا، وأنكر فهو نكر ومنكر: إذا صار داهيا. ونكرت: لا يتصرّف تصرف الأفعال.

الأفعال ٣/ ١٢٤ - ١٢٥.

(٢) الحديث عن أنس بن مالك أنّ رسول اللَّه قال: «إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولَّى عنه أصحابه - وإنّه ليسمع قرع نعالهم - أتاه ملكان فيقعدانه» الحديث أخرجه البخاري ٣/ ٢٣٢ باب في عذاب القبر، ومسلم برقم (٢٨٧٠). وللترمذي - وهي رواية المؤلف -: «إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال أحدهما: المنكر، والآخر: النكير» الحديث بطوله أخرجه في عذاب القبر، وقال: حديث حسن غريب (انظر عارضة الأحوذي ٤/ ٢٩١)، وابن حبان برقم (٧٨٠).

(٣) وهي قراءة الجميع إلا عاصما وحمزة. الإتحاف ص ٣٦٦.

(٤) ليس هذا النقل في معاني القرآن.