مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

نم

صفحة 825 - الجزء 1

  ونَكَلْتُه: قَيَّدْتُه، والنِّكْلُ: قَيْدُ الدَّابَّةِ، وحديدةُ اللِّجَامِ، لكونهما مانِعَيْنِ، والجمْعُ: الأَنْكَالُ.

  قال تعالى: {إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وجَحِيماً}⁣[المزمل: ١٢] ونَكَّلْتُ به: إذا فَعَلْتُ به ما يُنَكَّلُ به غيرُه، واسم ذلك الفعل نَكَالٌ. قال تعالى: {فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وما خَلْفَها}⁣[البقرة: ٦٦]، وقال: {جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ الله}⁣[المائدة: ٣٨] وفي الحديث: «إِنَّ اللَّه يُحِبُّ النَّكَلَ عَلَى النَّكَلِ»⁣(⁣١)، أي: الرَّجُلَ القَوِيَّ عَلَى الفَرَسِ القَوِيِّ.

نم

  النَّمُّ: إِظْهَارُ الحَدِيثِ بِالوِشَايَةِ، والنَّمِيمَةُ الوِشَايَةُ، ورَجُلٌ نَمَّامٌ. قال تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}⁣[القلم: ١١] وأصل النَّمِيمَةِ: الهَمْسُ والحَرَكَةُ الخَفِيفَةُ، ومنه: أَسْكَتَ اللَّه نَامَّتَه⁣(⁣٢).

  أي: ما يَنِمُّ عليه مِنْ حَرَكَتِه، والنَّمَّامُ: نَبْتٌ يَنِمُّ عليه رَائِحَتُه، والنَّمْنَمَةُ: خُطُوطٌ مُتَقَارِبَةٌ، وذلك لقِلَّةِ الحَرَكَةِ من كاتِبِهَا في كِتَابَتِه.

نمل

  قال تعالى: {قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ}⁣[النمل: ١٨] وطَعَامٌ مَنْمُولٌ: فيه النَّمْلُ، والنَّمْلَةُ: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ بالجَنْبِ تشبيهاً بالنَّمْلِ في الهَيْئَةِ، وشَقٌّ في الحافِر، ومنه: فَرَسٌ نَمِلُ القَوَائِمِ: خَفِيفُهَا. ويُستعارُ النَّمْلُ للنَّمِيمَةِ تَصَوُّراً لدَبِيبِه، فيقال: هو نَمِلٌ، وذُو نَمْلَةٍ، ونَمَّالٌ. أي:

  نَمَّامٌ، وتَنَمَّلَ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا للجَمْعِ تَفَرُّقَ النَّمْلِ، ولذلك يقال: هُوَ أَجْمَعُ مِنْ نَمْلَةٍ⁣(⁣٣)، والأُنْمُلَةُ: طَرَفُ الأَصَابِعِ، وجمْعُه: أَنَامِلُ.

نهج

  النَّهْجُ: الطريقُ الوَاضِحُ، ونَهَجَ الأمْرُ وأَنْهَجَ:

  وَضَحَ، ومَنْهَجُ الطَّرِيقِ ومِنْهَاجُه. قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً}⁣[المائدة: ٤٨] ومنه قولهم: نَهَجَ الثَّوْبُ وأَنْهَجَ: بَانَ فِيه أَثَرُ البِلَى، وقد أَنْهَجَه البِلَى.

نهر

  النَّهْرُ: مَجْرَى الماءِ الفَائِضِ، وجمْعُه: أَنْهَارٌ، قال تعالى: {وفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً}⁣[الكهف: ٣٣]، {وأَلْقى فِي الأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وأَنْهاراً وسُبُلًا}⁣[النحل: ١٥] وجعل اللَّه تعالى ذلك مثلا لما يَدِرُّ من فَيْضِه وفَضْلِه في الجنَّة على


(١) عن أبي هريرة قال: إنّ اللَّه يحب النّكل على النّكل. قيل: وما النّكل على النّكل؟ قال: الرجل المجرّب القوي المبدئ المعيد على الفرس القوي المجرّب.

قال ابن كثير: أكثر ظنّي أنه رفعه، وقال غير ابن كثير: عن أبي هريرة، ولا يرفعه. راجع: غريب الحديث ٣/ ٤٤، والفائق ٣/ ١٢٧.

(٢) النّأمة: الصوت، ويقال: أسكت اللَّه نأمته، أي: نغمته وصوته، ويقال: نامّته، بتشديد الميم، فيجعل من المضاعف، وهو ما ينمّ عليه من حركته. اللسان (نأم)، والمنتخب لكراع ١/ ٤٦.

(٣) مجمع الأمثال ١/ ١٨٨.