هدى
  وأعطاه، واختصّ هو به دون ما هو إلى الإنسان نحو: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة: ٢]، {أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ}[البقرة: ٥]، {هُدىً لِلنَّاسِ}[البقرة: ١٨٥]، {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ}[البقرة: ٣٨]، {قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهُدى}[الأنعام: ٧١]، {وهُدىً ومَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: ١٣٨]، {ولَوْ شاءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى}[الأنعام: ٣٥]، {إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}[النحل: ٣٧]، {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى}[البقرة: ١٦].
  والاهْتِدَاءُ يختصّ بما يتحرّاه الإنسان على طريق الاختيار، إمّا في الأمور الدّنيويّة، أو الأخرويّة قال تعالى: {وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها}[الأنعام: ٩٧]، وقال: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ولا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا}[النساء: ٩٨] ويقال ذلك لطلب الهداية نحو: {وإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ والْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[البقرة: ٥٣]، وقال: {فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِي ولأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ولَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[البقرة: ١٥٠]، {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا}[آل عمران: ٢٠]، {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِه فَقَدِ اهْتَدَوْا}[البقرة: ١٣٧].
  ويقال المُهْتَدِي لمن يقتدي بعالم نحو: {أَولَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً ولا يَهْتَدُونَ}[المائدة: ١٠٤] تنبيها أنهم لا يعلمون بأنفسهم ولا يقتدون بعالم، وقوله: {فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِه ومَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}[النمل: ٩٢] فإن الِاهْتِدَاءَ هاهنا يتناول وجوه الاهتداء من طلب الهداية، ومن الاقتداء، ومن تحرّيها، وكذا قوله: {وزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ}[النمل: ٢٤] وقوله: {وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى}[طه: ٨٢] فمعناه: ثم أدام طلب الهداية، ولم يفترّ عن تحرّيه، ولم يرجع إلى المعصية. وقوله: {الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} إلى قوله: {وأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}(١) [البقرة: ١٥٧] أي:
  الذين تحرّوا هدايته وقبلوها وعملوا بها، وقال مخبرا عنهم: {وقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ}[الزخرف: ٤٩].
  والهَدْيُ مختصّ بما يُهْدَى إلى البيت. قال الأخفش(٢): والواحدة هَدْيَةٌ، قال: ويقال للأنثى هَدْيٌ كأنه مصدر وصف به، قال اللَّه تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[البقرة: ١٩٦]،
(١) الآيتان: {الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ وأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
(٢) ليس هذا النقل في معاني القرآن له.