مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ألإل

صفحة 81 - الجزء 1

  {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}⁣[المائدة: ٤٢].

  والأَكَلَة: جمع آكِل، وقولهم: هم أَكَلَةُ رأس عبارة عن ناس من قلَّتهم يشبعهم رأس.

  وقد يعبّر بالأَكْلِ عن الفساد، نحو: {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}⁣[الفيل: ٥]، وتَأَكَّلَ كذا: فسد، وأصابه إِكَالٌ في رأسه وفي أسنانه، أي: تأكَّل، وأكلني رأسي.

  وميكائيل ليس بعربيّ.

ألإلّ

  الإلّ كل حالة ظاهرة من عهد حلف وقرابة تئلّ:

  تلمع، فلا يمكن إنكاره. قال تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ ولا ذِمَّةً}⁣[التوبة: ١٠]، وأَلَّ الفرس، أي: أسرع. حقيقته: لمع، وذلك استعارة في باب الإسراع، نحو: برق وطار.

  والأَلَّة⁣(⁣١): الحربة اللامعة، وأَلَّ بها: ضرب، وقيل: إلّ وإيل اسم اللَّه تعالى، وليس ذلك بصحيح، وأذن مُؤَلَّلَة⁣(⁣٢)، والأَلَالان⁣(⁣٣): صفحتا السكين.

ألف

  الأَلِفُ من حروف التهجي، والإِلْفُ: اجتماع مع التئام، يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة ويقال للمألوف: إِلْفٌ وأَلِيفٌ. قال تعالى: {إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ}⁣[آل عمران: ١٠٣]، وقال: {لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}⁣[الأنفال: ٦٣].

  والمُؤَلَّف: ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتّب ترتيبا قدّم فيه ما حقه أن يقدّم، وأخّر فيه ما حقّه أن يؤخّر. و {لإِيلافِ قُرَيْشٍ}⁣[قريش: ١] مصدر من آلف⁣(⁣٤).

  والمؤلَّفة قلوبهم⁣(⁣٥): هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم اللَّه، {لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}⁣[الأنفال: ٦٣]، وأو الف الطير: ما ألفت الدار.


(١) قال ابن منظور: والألَّة: الحربة العظيمة النصل، سميت بذلك لبريقها ولمعانها.

(٢) وأذن مؤلَّلة: محدّدة منصوبة ملطَّفة.

(٣) الألل والألالان: وجها السّكين. قال ابن مالك في مثلَّثه:

وصفحة الشيء العريض الألل ... كذاك صوت الثكل، أمّا الإلل

فهي القرابات، وأمّا الألل ... فجمع ألَّة بلا استصعاب

(٤) قال ابن الأنباري: من قرأ «لإلافهم» و «إلفهم» فهو من: ألف يألف، ومن قرأ: «لإيلافهم» فهو من: آلف يؤلف، انظر: اللسان (ألف).

(٥) والمؤلفة قلوبهم قوم من سادات العرب أمر اللَّه تعالى نبيّه في أول الإسلام بتألفهم، أي: بمقاربتهم وإعطائهم ليرغَّبوا من وراءهم في الإسلام، فلا تحملهم الحمية مع ضعف نياتهم على أن يكونوا إلبا مع الكفار على المسلمين.