مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

أفل

صفحة 80 - الجزء 1

  ٢٠ - فإن تك عن أحسن المروءة مأفو ... كا ففي آخرين قد أفكوا⁣(⁣١)

  وأُفِكَ يُؤْفَكُ: صرف عقله، ورجل مَأْفُوكُ العقل.

أفل

  الأُفُول: غيبوبة النّيّرات كالقمر والنجوم، قال تعالى: {فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}⁣[الأنعام: ٧٨]، وقال: {فَلَمَّا أَفَلَتْ}⁣[الأنعام: ٧٦]، والإِفَال⁣(⁣٢): صغار الغنم، والأَفِيل: الفصيل الضئيل.

أكل

  الأَكْل: تناول المطعم، وعلى طريق التشبيه قيل: أكلت النار الحطب، والأُكْل لما يؤكل، بضم الكاف وسكونه، قال تعالى: {أُكُلُها دائِمٌ}⁣[الرعد: ٣٥]، والأَكْلَة للمرّة، والأُكْلَة كاللقمة، وأَكِيلَةُ الأسد: فريسته التي يأكلها، والأَكُولَةُ⁣(⁣٣) من الغنم ما يؤكل، والأَكِيل:

  المؤاكل.

  وفلان مُؤْكَلٌ ومُطْعَمٌ استعارة للمرزوق، وثوب ذو أُكْلٍ: كثير الغزل⁣(⁣٤) كذلك، والتمر مَأْكَلَةٌ للفم، قال تعالى: {ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ}⁣[سبأ: ١٦]، ويعبّر به عن النصيب فيقال: فلان ذو أكل من الدنيا⁣(⁣٥)، وفلان استوفى أكله، كناية عن انقضاء الأجل، وأَكَلَ فلانٌ فلاناً: اغتابه، وكذا:

  أكل لحمه.

  قال تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيه مَيْتاً}⁣[الحجرات: ١٢]، وقال الشاعر:

  ٢١ - فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي⁣(⁣٦)

  وما ذقت أَكَالًا، أي: شيئا يؤكل، وعبّر بالأكل عن إنفاق المال لمّا كان الأكل أعظم ما يحتاج فيه إلى المال، نحو: {ولا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ}⁣[البقرة: ١٨٨]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً}⁣[النساء: ١٠]، فأكل المال بالباطل صرفه إلى ما ينافيه الحق، وقوله تعالى: {إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً}⁣[النساء: ١٠]، تنبيها على أنّ تناولهم لذلك يؤدي بهم إلى النار.

  والأَكُول والأَكَّال: الكثير الأكل، قال تعالى:


(١) البيت لعروة بن أذينة، وهو في ديوانه ص ٣٤٣، والمجمل ١/ ٩٩، وشمس العلوم ١/ ٩٣، والمشوف المعلم ١/ ٧٣، واللسان (أفك)، والصحاح (أفك)، والأفعال ١/ ١٠٧.

(٢) الإفال: صغار الإبل، انظر: اللسان (أفل)، والمجمل ١/ ٩٩.

(٣) قال ابن منظور: الأكولة: الشاة تعزل للأكل وتسمّن، ويكره للمصدّق أخذها.

(٤) في اللسان: ثوب ذو أكل: قويّ صفيق كثير الغزل.

(٥) وفلان ذو أكل إذا كان ذا حظَّ من الدنيا ورزق واسع.

(٦) الشطر للممزّق العبدي، شاعر جاهلي، وعجزه:

وإلا فأدركني ولمّا أمزق

وهو في الأصمعيات ص ١٦٦، والمجمل ١/ ١٠٠، وغريب الحديث ٣/ ٤٢٩، واللسان (أكل).