مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ورد

صفحة 865 - الجزء 1

  لم يحاسبه اللَّه في الآخرة «(⁣١).

ورد

  الوُرُودُ أصله: قصد الماء، ثمّ يستعمل في غيره. يقال: وَرَدْتُ الماءَ أَرِدُ وُرُوداً، فأنا وَارِدٌ، والماءُ مَوْرُودٌ، وقد أَوْرَدْتُ الإبلَ الماءَ. قال تعالى: {ولَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ}⁣[القصص: ٢٣] والوِرْدُ: الماءُ المرشّحُ للوُرُودِ، والوِرْدُ: خلافُ الصّدر، والوِرْدُ. يومُ الحمّى إذا وَرَدَتْ، واستعمل في النار على سبيل الفظاعة. قال تعالى: {فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ}⁣[هود: ٩٨]، {إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً}⁣[مريم: ٨٦]، {أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ}⁣[الأنبياء: ٩٨]، {ما وَرَدُوها}⁣[الأنبياء: ٩٩]. والوَارِدُ: الذي يتقدّم القوم فيسقي لهم. قال تعالى: {فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ}⁣[يوسف: ١٩] أي: ساقيهم من الماء المَوْرُودِ، ويقال لكلّ من يَرِدُ الماءَ وَارِدٌ، وقوله تعالى: {وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها}⁣[مريم: ٧١] فقد قيل منه: وَرَدْتُ ماءَ كذا: إذا حضرته، وإن لم تشرع فيه، وقيل: بل يقتضي ذلك الشّروع ولكن من كان من أولياء اللَّه والصالحين لا يؤثّر فيهم بل يكون حاله فيها كحال إبراهيم # حيث قال: {قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ}⁣[الأنبياء: ٦٩] والكلام في هذا الفصل إنما هو لغير هذا النحو الذي نحن بصدده الآن. ويعبّر عن المحموم بالمَوْرُودِ، وعن إتيان الحُمَّى بالوِرْدِ، وشعرٌ وَارِدٌ: قد وَرَدَ العَجُزَ أو المتنَ، والوَرِيدُ: عرقٌ يتّصل بالكبد والقلب، وفيه مجاري الدّم والرّوح. قال تعالى: {ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}⁣[ق: ١٦] أي: من روحه. والوَرْدُ: قيل: هو من الوَارِدِ، وهو الذي يتقدم إلى الماء، وتسميته بذلك لكونه أوّل ما يَرِدُ من ثمار السّنة، ويقال لنَوْرِ كلِّ شجرٍ: وَرْدٌ، ويقال: وَرَّدَ الشّجرُ: خرج نَوْرُه، وشبّه به لون الفرس، فقيل: فرسٌ وَرْدٌ، وقيل في صفة السماء إذا احمرّت احمراراً كالوَرْدِ أمارةً للقيامة. قال تعالى: {فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ}⁣[الرحمن: ٣٧].

ورق

  وَرَقُ الشّجرِ. جمعه: أَوْرَاقٌ، الواحدة: وَرَقَةٌ. قال تعالى: {وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها}⁣[الأنعام: ٥٩]، ووَرَّقْتُ الشّجرةَ: أخذت وَرَقَهَا، والوَارِقَةُ: الشّجرةُ الخضراءُ الوَرَقِ الحسنةُ، وعامٌ أَوْرَقُ: لا مطر له، وأَوْرَقَ فلانٌ: إذا أخفق ولم ينل الحاجة، كأنه صار ذا وَرَقٍ بلا ثمر، ألا ترى أنه عبّر عن المال بالثّمر في قوله: {وكانَ لَه ثَمَرٌ}⁣[الكهف: ٣٤] قال ابن عباس ¥:


(١) الخبر تقدّم في مادة (حسب).