وزع
  وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}[الشرح: ٢ - ٣]، أي: ما كنت فيه من أمر الجاهليّة، فأعفيت بما خصصت به عن تعاطي ما كان عليه قومك، والوَزِيرُ: المتحمِّلُ ثقل أميره وشغله، والوِزَارَةُ على بناء الصّناعة.
  وأَوْزَارُ الحربِ واحدها وِزْرٌ: آلتُها من السّلاح، والمُوَازَرَةُ: المعاونةُ. يقال: وَازَرْتُ فلاناً مُوَازَرَةً: أعنته على أمره. قال تعالى: {واجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي}[طه: ٢٩]، {ولكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ}[طه: ٨٧].
وزع
  يقال: وَزَعْتُه عن كذا: كففته عنه. قال تعالى: {وحُشِرَ لِسُلَيْمانَ} إلى قوله: {فَهُمْ يُوزَعُونَ}[النمل: ١٧](١) فقوله: {يُوزَعُونَ}[النمل: ١٧] إشارةٌ إلى أنهم مع كثرتهم وتفاوتهم لم يكونوا مهملين ومبعدين، كما يكون الجيش الكثير المتأذّى بمعرّتهم بل كانوا مسوسين ومقموعين. وقيل في قوله: {يُوزَعُونَ} أي: حبس أولهم على آخرهم، وقوله: {ويَوْمَ يُحْشَرُ} إلى قوله: {فَهُمْ يُوزَعُونَ}[فصلت: ١٩] فهذا وَزْعٌ على سبيل العقوبة، كقوله: {ولَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}[الحج: ٢١] وقيل: لا بدّ للسّلطان من وَزَعَةٍ(٢)، وقيل: الوُزُوعُ الولوعُ بالشيء(٣). يقال: أَوْزَعَ اللَّه فلاناً: إذا ألهمه الشّكر، وقيل: هو من أُوْزِعَ بالشيء: إذا أُولِعَ به، كأن اللَّه تعالى يُوزِعُه بشكره، ورجلٌ وَزُوعٌ، وقوله: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}[النمل: ١٩] قيل: معناه:
  ألهمني(٤)، وتحقيقه: أولعني ذلك، واجعلني بحيث أَزِعُ نفسي عن الكفران.
وزن
  الوَزْنُ: معرفة قدر الشيء. يقال: وَزَنْتُه وَزْناً وزِنَةً، والمتّعارف في الوَزْنِ عند العامّة: ما يقدّر بالقسط والقبّان. وقوله: {وزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ}[الشعراء: ١٨٢]، {وأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ}[الرحمن: ٩] إشارة إلى مراعاة المعدلة في جميع ما يتحرّاه الإنسان من الأفعال والأقوال. وقوله تعالى: {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً}[الكهف: ١٠٥] وقوله: {وأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}[الحجر: ١٩] فقد قيل: هو المعادن كالفضّة والذّهب، وقيل: بل ذلك إشارة إلى كلّ ما أوجده اللَّه تعالى، وأنه خلقه باعتدال كما قال: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناه بِقَدَرٍ}[القمر: ٤٩]، وقوله: {والْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ}[الأعراف: ٨] فإشارة إلى العدل في محاسبة الناس كما قال: {ونَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ}[الأنبياء: ٤٧] وذكر في
(١) الآية: {وحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُه مِنَ الْجِنِّ والإِنْسِ والطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}.
(٢) الفائق ٣/ ١٦٠، والبصائر ٥/ ٢٠٥.
(٣) انظر العين ٢/ ٢٠٧.
(٤) انظر العين ٢/ ٢٠٧.