مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

وسوس

صفحة 869 - الجزء 1

  مواضع المِيزَانَ بلفظ الواحد اعتبارا بالمحاسب، وفي مواضع بالجمع اعتبارا بالمحاسبين، ويقال:

  وَزَنْتُ لفلان ووَزَنْتُه كذا. قال تعالى: {وإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}⁣[المطففين: ٣]، ويقال: قام مِيزَانُ النهارِ: إذا انتصف.

وسوس

  الوَسْوَسَةُ: الخطرةُ الرّديئة، وأصله من الوَسْوَاسِ، وهو صوت الحلي، والهمس الخفيّ. قال اللَّه تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْه الشَّيْطانُ}⁣[طه: ١٢٠]، وقال: {مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ}⁣[الناس: ٤] ويقال لهمس الصّائد وَسْوَاسٌ.

وسط

  وَسَطُ الشيءِ: ما له طرفان متساويا القدر، ويقال ذلك في الكمّيّة المتّصلة كالجسم الواحد إذا قلت: وَسَطُه صلبٌ، وضربت وَسَطَ رأسِه بفتح السين.

  ووَسْطٌ بالسّكون. يقال في الكمّيّة المنفصلة كشيء يفصل بين جسمين. نحو: وَسْطِ القومِ كذا. والوَسَطُ تارة يقال فيما له طرفان مذمومان.

  يقال: هذا أَوْسَطُهُمْ حسبا: إذا كان في وَاسِطَةِ قومه، وأرفعهم محلَّا، وكالجود الذي هو بين البخل والسّرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتّفريط، فيمدح به نحو السّواء والعدل والنّصفة، نحو: {وكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}⁣[البقرة: ١٤٣] وعلى ذلك قوله تعالى: {قالَ أَوْسَطُهُمْ}⁣[القلم: ٤٨] وتارة يقال فيما له طرف محمود، وطرف مذموم كالخير والشّرّ، ويكنّى به عن الرّذل. نحو قولهم: فلان وَسَطُ من الرجال تنبيها أنه قد خرج من حدّ الخير. وقوله: {حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الْوُسْطى}⁣[البقرة: ٢٣٨]، فمن قال: الظَّهر⁣(⁣١)، فاعتبارا بالنهار، ومن قال: المغرب⁣(⁣٢)، فلكونها بين الرّكعتين وبين الأربع اللَّتين بني عليهما عدد الرّكعات، ومن قال: الصّبح⁣(⁣٣) فلكونها بين صلاة اللَّيل والنهار.

  قال: ولهذا قال: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ الآية}⁣[الإسراء: ٧٨]. أي:

  صلاته. وتخصيصها بالذّكر لكثرة الكسل عنها إذ


(١) وبه قال ابن عمر، فقد أخرج الطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات عن ابن عمر أنه سئل عن الصلاة الوسطى؟

فقال: كنا نتحدث أنها الصلاة التي وجّه فيها رسول اللَّه إلى القبلة: الظهر. الدر المنثور ١/ ٧١٩.

وبه قال زيد بن ثابت كما أخرجه عنه مالك في الموطأ. الزرقاني على الموطأ ١/ ٢٨٥.

(٢) روى ذلك ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن عباس وابن جرير عن قبيصة بن ذؤيب. الزرقاني على الموطأ ١/ ٢٨٦.

(٣) أخرج مالك أنّ عليّ بن أبي طالب وعبد اللَّه بن عباس كانا يقولان: الصلاة الوسطى صلاة الصبح. وقال مالك:

وقول عليّ وابن عباس أحبّ ما سمعت إليّ في ذلك. الزرقاني على الموطأ ١/ ٢٨٥.

وهذا القول محكيّ عن ابن عمر أيضا وعطاء وطاوس وعكرمة. انظر: الدر المنثور ١/ ٩١٧.