مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

وكأ

صفحة 883 - الجزء 1

  {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ}⁣[الأعراف: ٤٠]، وقوله: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ويُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ}⁣[الحج: ٦١] فتنبيه على ما ركَّب اللَّه ø عليه العالم من زيادة الليل في النهار، وزيادة النهار في الليل، وذلك بحسب مطالع الشمس ومغاربها. والوَلِيجَةُ:

  كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمدا عليه، وليس من أهله، من قولهم: فلان وَلِيجَةٌ في القوم: إذا لحق بهم وليس منهم، إنسانا كان أو غيره. قال تعالى: {ولَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ الله ولا رَسُولِه ولَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}⁣[التوبة: ١٦] وذلك مثل قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنَّصارى أَوْلِياءَ}⁣[المائدة: ٥١] ورجل خرجة وَلِجَةٌ⁣(⁣١): كثير الخروج والوُلُوجِ.

وكأ

  الوِكَاءُ: رباط الشيء، وقد يجعل الوِكَاءُ اسما لما يجعل فيه الشيء فيشدّ به، ومنه أَوْكَأْتُ فلاناً: جعلت له مُتَّكَأً، وتَوَكَّأَ على العصا: اعتمد بها وتشدّد بها. قال تعالى: {هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها}⁣[طه: ١٨]، وفي الحديث: «كان يُوكِي بين الصّفا والمروة»⁣(⁣٢) قال معناه: يملأ ما بينهما سعيا كما يُوكَى السِّقَاءُ بعد الملء، ويقال:

  أَوْكَيْتُ السِّقَاءَ ولا يقال أَوْكَأْتُ.

ولد

  الوَلَدُ: المَوْلُودُ. يقال للواحد والجمع والصّغير والكبير. قال اللَّه تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَه وَلَدٌ}⁣[النساء: ١١]، {أَنَّى يَكُونُ لَه وَلَدٌ}⁣[الأنعام: ١٠١] ويقال للمتبنّى وَلَدٌ، قال: {أَوْ نَتَّخِذَه وَلَداً}⁣[القصص: ٩] وقال: {ووالِدٍ وما وَلَدَ}⁣[البلد: ٣] قال أبو الحسن: الوَلَدُ: الابن والابنة، والوُلْدُ هُمُ الأهلُ والوَلَدُ. ويقال: وُلِدَ فلانٌ. قال تعالى: {والسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ}⁣[مريم: ٣٣]، {وسَلامٌ عَلَيْه يَوْمَ وُلِدَ}⁣[مريم: ١٥] والأب يقال له وَالِدٌ، والأمّ وَالِدَةٌ، ويقال لهما وَالِدَانِ، قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي ولِوالِدَيَّ}⁣[نوح: ٢٨] والوَلِيدُ يقال لمن قرب عهده بالوِلَادَةِ وإن كان في الأصل يصحّ لمن قرب عهده أو بعد، كما يقال لمن قرب عهده بالاجتناء: جنيّ، فإذا كبر الوَلَدُ سقط عنه هذا الاسم، وجمعه: وِلْدَانٌ، قال: {يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً}⁣[المزمل: ١٧] والوَلِيدَةُ مختصّة بالإماء في عامّة كلامهم، واللِّدَةُ مختصّةٌ بالتِّرْبِ، يقال: فلانٌ لِدَةُ فلانٍ، وتِرْبُه، ونقصانه الواو، لأنّ أصله وِلْدَةٌ.


(١) انظر: المجمل ٤/ ٩٣٧، واللسان (ولج).

(٢) هذا في حديث الزبير أنه كان يوكي بين الصفا والمروة سعيا. فسّره المؤلف بتفسير، وله تفسير آخر: أنه لا يتكلم، كأنه أوكى فاه فلم ينطق. انظر: النهاية ٥/ ٢٢٣، وغريب الحديث ٤/ ٨.