مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ولق

صفحة 884 - الجزء 1

  وتَوَلُّدُ الشيءِ من الشيء: حصوله عنه بسبب من الأسباب، وجمعُ الوَلَدِ أَوْلادٌ. قال تعالى: {أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}⁣[التغابن: ١٥]، {إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ}⁣[التغابن: ١٤] فجعل كلَّهم فتنة وبعضهم عدوّا. وقيل: الوُلْدُ جمعُ وَلَدٍ نحو: أُسْدٍ وأَسَدٍ، ويجوز أن يكون واحدا نحو: بُخْلٍ وبَخَلٍ، وعُرْبٍ وعَرَبٍ، وروي: (وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ)⁣(⁣١) وقرئ: {مَنْ لَمْ يَزِدْه مالُه ووَلَدُه}⁣[نوح: ٢١](⁣٢).

ولق

  الوَلْقُ: الإسراع، ويقال: وَلَقَ الرجلُ يَلِقُ كذب، وقرئ: {إِذْ تَلَقَّوْنَه بِأَلْسِنَتِكُمْ}⁣[النور: ١٥](⁣٣) أي: تسرعون الكذب، من قولهم: جاءت الإبل تَلِقُ، والأَوْلَقُ: من فيه جنون وهَوَجٌ، ورجلٌ مَأْلُوقٌ ومُؤْلَقٌ، وناقةٌ وَلْقَى: سريعة، والوَلِيقَةُ: طعامٌ يتّخذ من السَّمْن، والوَلَقُ: أَخَفُّ الطَّعنِ.

وهب

  الهِبَةُ: أن تجعل ملكك لغيرك بغير عوض.

  يقال: وَهَبْتُه هِبَةً ومَوْهِبَةً ومَوْهِباً. قال تعالى: {ووَهَبْنا لَه إِسْحاقَ}⁣[الأنعام: ٨٤]، {الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ}⁣[إبراهيم: ٣٩]، {إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا}⁣[مريم: ١٩]، فنَسَبَ المَلَكُ إلى نفسه الهِبَةَ لمّا كان سببا في إيصاله إليها، وقد قرئ: لِيَهَبَ لَكِ⁣(⁣٤) فنسب إلى اللَّه تعالى، فهذا على الحقيقة، والأوّل على التّوسّع. وقال تعالى: {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً}⁣[الشعراء: ٢١]، {ووَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ}⁣[ص: ٣٠]، {ووَهَبْنا لَه أَهْلَه}⁣[ص: ٤٣]، {ووَهَبْنا لَه مِنْ رَحْمَتِنا أَخاه هارُونَ نَبِيًّا}⁣[مريم: ٥٣]، {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي}⁣[مريم: ٥]، {رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}⁣[الفرقان: ٧٤]، {هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}⁣[آل عمران: ٨]، {هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}⁣[ص: ٣٥]، ويوصف اللَّه تعالى بِالْوَاهِبِ والوَهَّابِ⁣(⁣٥) بمعنى: أنه يعطي كلاًّ على استحقاقه، وقوله: {إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها}⁣[الأحزاب: ٥٠]. والِاتِّهَابُ:


(١) وهذا من أمثال العرب. انظر: مجمع الأمثال ٢/ ٣٦٣، والبصائر ٥/ ٢٧٨، وتهذيب إصلاح المنطق ١/ ١٢٥ يعني: من ولدته، وليس هو حديثا كما ظنّه المؤلف.

(٢) وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف. الإتحاف ص ٤٢٤.

(٣) وهي قراءة شاذة قرأت بها عائشة.

(٤) وبها قرأ قالون بخلف عنه، وورش وأبو عمرو ويعقوب. الإتحاف ص ٢٩٨.

(٥) انظر: الأسماء والصفات ص ٩٧.