مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حر

صفحة 224 - الجزء 1

  {إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}⁣[التغابن: ١٤]، وحَذَارِ، أي: احذر، نحو:

  مناع، أي: امنع.

حر

  الحرارة ضدّ البرودة، وذلك ضربان:

  - حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحميّة، كحرارة الشمس والنار.

  - وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال: حَرَّ يومُنا والريح يَحِرُّ حرّاً وحرارة⁣(⁣١)، وحُرَّ يومنا فهو محرور، وكذا:

  حرّ الرّجل، قال تعالى: {لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا}⁣[التوبة: ٨١]، والحَرور: الريح الحارّة، قال تعالى: {ولَا الظِّلُّ ولَا الْحَرُورُ}⁣[فاطر: ٢١]، واستحرّ القيظ: اشتدّ حرّه، والحَرَر: يبس عارض في الكبد من العطش. والحَرَّة: الواحدة من الحرّ، يقال: حرّة تحت قرّة⁣(⁣٢)، والحَرَّة أيضا: حجارة تسودّ من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحرّ القتل: اشتد، وحَرُّ العمل: شدته، وقيل: إنما يتولَّى حارَّها من تولَّى قارّها⁣(⁣٣)، والحُرُّ: خلاف العبد، يقال: حرّ بيّن الحُرُورِيَّة والحُرُورَة.

  والحريّة ضربان:

  - الأول: من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ}⁣[البقرة: ١٧٨].

  - والثاني: من لم تتملَّكه الصفات الذميمة من الحرص والشّره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضادّ ذلك أشار النبيّ بقوله:

  «تعس عبد الدّرهم، تعس عبد الدّينار»⁣(⁣٤)، وقول الشاعر:

  ١٠٦ - ورقّ ذوي الأطماع رقّ مخلَّد⁣(⁣٥)

  وقيل: عبد الشهوة أذلّ من عبد الرّق، والتحريرُ: جعل الإنسان حرّا، فمن الأول: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}⁣[النساء: ٩٢]، ومن الثاني: {نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً}⁣[آل عمران: ٣٥]، قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا


(١) قال السرقسطي: حرّ النهار يحرّ ويحرّ حرارة وحرّا، وأحرّ: اشتدّ حرّه. راجع: الأفعال ١/ ٣٢٨.

(٢) اللسان قرّ. وانظر ص ٦٦٣.

(٣) هذا مثل، أي يتولى العقوبة والضرب من يتولى العمل والنفع.

- وجاء في الحديث: أتي بالوليد بن عقبة عند عثمان بن عفان، فشهد عليه حمران ورجل آخر، فشهد أحدهما أنه رآه يشربها - يعني الخمر - وشهد الآخر أن رآه يتقاياها، قال عثمان: إنه لم يتقاياها حتى شربها، وقال لعليّ كرّم اللَّه وجهه: أقم عليه الحد، فقال عليّ للحسين: أقم عليه الحدّ، فقال الحسن: ولّ حارّها من تولَّى قارّها، فقال عليّ لعبد اللَّه بن جعفر: أقم عليه الحد، فأخذ السوط فجلده. راجع: معالم السنن ٣/ ٣٣٨.

(٤) الحديث صحيح أخرجه البخاري في الجهاد، باب الحراسة في الغزو ٦/ ٦٠، وفي الرقاق باب ما يتقّى من فتنة المال ١١/ ٢٥٣، وأخرجه ابن ماجة في الزهد ٢/ ١٣٨٦، وانظر: شرح السنة ١٤/ ٢٦٢، والفتح الكبير ٢/ ٣١.

(٥) الشطر في الذريعة ص ٢٠٦، وعمدة الحفاظ: حرّ.