مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ركم

صفحة 365 - الجزء 1

ركم

  يقال: (سحاب مَرْكُومٌ)⁣(⁣١) أي: متراكم، والرُّكَامُ: ما يلقى بعضه على بعض، قال تعالى: {ثُمَّ يَجْعَلُه رُكاماً}⁣[النور: ٤٣]، والرُّكَامُ يوصف به الرّمل والجيش، ومُرْتَكَمُ الطَّريق:

  جادّتُه التي فيها رُكْمَةٌ، أي: أثر مُتَرَاكِمٌ.

ركن

  رُكْنُ الشيء: جانبه الذي يسكن إليه، ويستعار للقوّة، قال تعالى: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ}⁣[هود: ٨٠]، ورَكنْتُ إلى فلان أَرْكَنُ بالفتح، والصحيح أن يقال: رَكَنَ يَرْكُنُ، ورَكِنَ يَرْكَنُ⁣(⁣٢)، قال تعالى: {ولا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣[هود: ١٣]، وناقة مُرَكَّنَةُ الضّرع: له أركان تعظَّمه، والْمِرْكَنُ: الإجّانة، وأَرْكَانُ العبادات: جوانبها التي عليها مبناها⁣(⁣٣)، وبتركها بطلانها.

رم

  الرَّمُّ: إصلاح الشيء البالي، والرِّمَّةُ: تختصّ بالعظم البالي، قال تعالى: {مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وهِيَ رَمِيمٌ}⁣[يس: ٧٨]، وقال: {ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْه إِلَّا جَعَلَتْه كَالرَّمِيمِ}⁣[الذاريات: ٤٢]، والرُّمَّةُ تختصّ بالحبل البالي، والرِّمُّ: الفُتات من الخشب والتّبن.

  ورَمَّمْتُ المنزل: رعيت رَمَّه، كقولك: تفقّدت، وقولهم: ادفعه إليه بِرُمَّتِه⁣(⁣٤) معروف، والإِرْمَامُ:

  السّكوت، وأَرَمَّتْ عظامه: إذا سحقت حتى إذا نفخ فيها لم يسمع لها دويّ، وتَرَمْرَمَ القوم: إذا حرّكوا أفواههم بالكلام ولم يصرّحوا، والرُّمَّانُ:

  فُعْلانُ، وهو معروف.

رمح

  قال تعالى: {تَنالُه أَيْدِيكُمْ ورِماحُكُمْ}⁣[المائدة: ٩٤]، وقد رَمَحَه أصابه به، ورَمَحَتْه الدّابة تشبيها بذلك، والسّماك الرَّامِحُ⁣(⁣٥)، سمّي به لتصوّر كوكب يقدمه بصورة رُمْحٍ له. وقيل:

  أخذت الإبل رِمَاحَهَا: إذا امتنعت عن نحرها بحسنها، وأخذت البهمى رُمْحَهَا: إذا امتنعت


(١) الآية ٤٤ من سورة الطور، {وإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ}.

(٢) قال السرقسطي: ركن إلى الدنيا، وإلى الشيء، وركن ركونا: مال.

والمضارع فيهما يركن على الشذوذ لركن، كأبى يأبى، وعلى القياس ل: ركن. وذكر صاحب العين في لغة سفلى مضر: ركن يركن، بفتح الكاف في الماضي، وضمّه في المضارع. انظر: الأفعال ٣/ ٨٩.

(٣) قال الناظم:

الرّكن ما في ذات شيء ولجا ... والشرط عن ماهية قد خرجا

(٤) أي: كلَّه، وأصله أنّ رجلا باع بعيرا بحبل في عنقه، فقيل له: ادفعه إليه برمّته. انظر: مجمل اللغة ٢/ ٣٦٩.

(٥) قال ابن منظور: والسّماك الرامح: السّماكين، وهو معروف من الكواكب، قدّام الفكّة، ليس من منازل القمر، سمّي بذلك لأنّ قدّامه كوكبا كأنّ له رمح، وقيل للآخر: الأعزل، لأنه لا كوكب أمامه. انظر: اللسان (رمح).