مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رمد

صفحة 366 - الجزء 1

  بشوكها عن راعيها.

رمد

  يقال: رَمَادٌ ورِمْدِدٌ⁣(⁣١)، وأَرْمَدُ وأَرْمِدَاءُ، قال تعالى: {كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِه الرِّيحُ}⁣[إبراهيم: ١٨]، ورَمِدَتِ النارُ: صارت رَمَاداً، وعبّر بِالرَّمَدِ عن الهلاك كما عبّر عنه بالهمود، ورَمِدَ الماء:

  صار كأنّه فيه رماد لأُجُونِه⁣(⁣٢)، والأَرْمَدُ ما كان على لون الرّماد. وقيل للبعوض: رُمْدٌ، والرَّمَادَةُ: سَنَةُ المَحْلِ.

رمز

  الرَّمْزُ: إشارة بالشّفة، والصّوت الخفيّ، والغمز بالحاجب، وعبّر عن كلّ كلام كإشارة بالرّمز، كما عبّر عن الشّكاية بالغمز⁣(⁣٣)، قال تعالى: {قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً}⁣[آل عمران: ٤١]، وما ارْمَازَّ، أي: لم يتكلَّم رمزا، وكتيبة رَمَّازَةٌ: لا يسمع منها إلَّا رَمْزٌ من كثرتها.

رمض

  {شَهْرُ رَمَضانَ}⁣[البقرة: ١٨٥]، هو من الرَّمْضِ، أي: شدّة وقع الشمس، يقال:

  أَرْمَضَتْه فَرَمِضَ، أي: أحرقته الرَّمْضَاءُ، وهي شدّة حرّ الشمس، وأرض رَمِضَةٌ، ورَمِضَتِ الغنم: رعت في الرّمضاء فقرحت أكبادها، وفلان يَتَرَمَّضُ الظَّباء، أي: يتبعها في الرّمضاء.

رمى

  الرَّمْيُ يقال في الأعيان كالسّهم والحجر، نحو: {وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى}⁣[الأنفال: ١٧]، ويقال في المقال، كناية عن الشّتم كالقذف، نحو: {والَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ}⁣[النور: ٦]، {يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ}⁣[النور: ٤]، وأَرْمَى فلان على مائة، استعارة للزّيادة، وخرج يَتَرَمَّى: إذا رمى في الغرض.

رهب

  الرَّهْبَةُ والرُّهْبُ: مخافة مع تحرّز واضطراب، قال: {لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً}⁣[الحشر: ١٣]، وقال: {جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ}⁣[القصص: ٣٢]، وقرئ: {مِنَ الرَّهْبِ}⁣(⁣٤)، أي:

  الفزع. قال مقاتل: خرجت ألتمس تفسير الرّهب، فلقيت أعرابيّة وأنا آكل، فقالت: يا عبد اللَّه، تصدّق عليّ، فملأت كفّي لأدفع إليها، فقالت: هاهنا في رَهْبِي⁣(⁣٥)، أي: كمّي. والأوّل


(١) الرّمدد: أرقّ ما يكون من الرماد.

(٢) الآجن: الماء المتغير الطعم واللون.

(٣) في اللسان: والشّكاة توضع موضع العيب والذم. اللسان (شكا).

(٤) وهي قراءة ابن عامر وأبي بكر وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ حفص {الرَّهْبِ} بسكون الهاء، والباقون: {الرَّهْبِ} انظر: الإتحاف ٣٤٢.

(٥) انظر تفسير القرطبي ١٣/ ٢٨٤، وعدّ هذا التفسير الكرماني من العجائب. غرائب التفسير ٢/ ٨٦٨.