مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رهط

صفحة 367 - الجزء 1

  أصحّ. قال تعالى: {ويَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً}⁣[الأنبياء: ٩٠]، وقال: {تُرْهِبُونَ بِه عَدُوَّ الله}⁣[الأنفال: ٦٠]، وقوله: {واسْتَرْهَبُوهُمْ}⁣[الأعراف: ١١٦]، أي: حملوهم على أن يَرْهَبُوا، {وإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}⁣[البقرة: ٤٠]، أي: فخافون، والتَّرَهُّبُ: التّعبّد، وهو استعمال الرّهبة، والرَّهْبَانِيّةُ: غلوّ في تحمّل التّعبّد، من فرط الرّهبة. قال: {ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها}⁣[الحديد: ٢٧]، والرُّهْبَانُ يكون واحدا، وجمعا، فمن جعله واحدا جمعه على رَهَابِينَ، ورَهَابِنَةٌ بالجمع أليق. والإِرْهَابُ: فزع الإبل، وإنما هو من: أَرْهَبْتُ. ومنه: الرَّهْبُ⁣(⁣١) من الإبل، وقالت العرب: رَهَبُوتٌ خير من رحموت⁣(⁣٢).

رهط

  الرَّهْطُ: العصابة دون العشرة، وقيل: يقال إلى الأربعين، قال: {تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ}⁣[النمل: ٤٨]، وقال: {ولَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ}⁣[هود: ٩١]، {يا قَوْمِ أَرَهْطِي}⁣[هود: ٩٢]. والرُّهَطَاءُ⁣(⁣٣): جُحْرٌ من جحر اليربوع، ويقال لها رُهَطَةٌ، وقول الشاعر:

  ١٩٩ - أجعلك رهطا على حيّض⁣(⁣٤)

  فقد قيل: أديم تلبسه الحيّض من النساء، وقيل: الرَّهْطُ: خرقة تحشو بها الحائض متاعها عند الحيض، ويقال: هو أذلّ من الرّهط.

رهق

  رَهِقَه الأمر: غشيه بقهر، يقال: رَهِقْتُه وأَرْهَقْتُه، نحو ردفته وأردفته، وبعثته وابتعثته قال: {وتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}⁣[يونس: ٢٧]، وقال: {سَأُرْهِقُه صَعُوداً}⁣[المدثر: ١٧]، ومنه:

  أَرْهَقْتُ الصّلاة: إذا أخّرتها حتّى غشي وقت الأخرى.

رهن

  الرَّهْنُ: ما يوضع وثيقة للدّين، والرِّهَانُ مثله، لكن يختصّ بما يوضع في الخطار⁣(⁣٥)، وأصلهما مصدر، يقال: رَهَنْتُ الرَّهْنَ ورَاهَنْتُه رِهَاناً، فهو


(١) الرّهب: الناقة المهزولة.

(٢) قال الفارابي: رهبوت خير من رحموت، يقول: لأن ترهب خير من أن ترحم. ديوان الأدب ٢/ ٧٩، والأمثال ص ٣٠٩.

(٣) يقال: الرّهطة، والرّهطاء، والرّاهطاء.

(٤) البيت:

متى ما أشاء غير زهو الملو ... ك أجعلك رهطا على حيّض

وهو لأبي المثلَّم الهذلي، في شرح ديوان الهذليين ١/ ٣٠٦، واللسان (زها)، والمجمل ٢/ ٤٠٢.

(٥) في اللسان: الخطر: الرهن بعينه. والخطر: السّبق الذي يترامى عليه في التّراهن، وأخطر المال: جعله خطرا بين المتراهنين.