مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

زج

صفحة 378 - الجزء 1

  معروف⁣(⁣١)، والأَزْبَرُ: ما ضخم زُبْرَةُ كاهله، ومنه قيل: هاج زَبْرَؤُه، لمن يغضب⁣(⁣٢).

زج

  الزُّجَاجُ: حجر شفّاف، الواحدة زُجَاجَةٌ، قال: {فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}⁣[النور: ٣٥]، والزُّجُّ: حديدة أسفل الرّمح، جمعه زِجَاجٌ، وزَجَجْتُ الرّجل: طعنته بالزّجّ، وأَزْجَجْتُ الرّمح: جعلت له زُجّاً، وأَزْجَجْتُه: نزعت زُجَّه. والزَّجَجُ: دقّة في الحاجبين مشبّه بالزّجّ، وظليم أَزَجُّ، ونعامة زَجَّاءُ: للطَّويلة الرّجل.

زجر

  الزَّجْرُ: طرد بصوت، يقال: زَجَرْتُه فَانْزَجَرَ، قال: {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ}⁣[النازعات: ١٣]، ثمّ يستعمل في الطَّرد تارة، وفي الصّوت أخرى. وقوله: {فَالزَّاجِراتِ زَجْراً}⁣[الصافات: ٢]، أي: الملائكة التي تَزْجُرُ السّحاب، وقوله: {ما فِيه مُزْدَجَرٌ}⁣[القمر: ٤]، أي: طرد ومنع عن ارتكاب المآثم. وقال: {وقالُوا مَجْنُونٌ وازْدُجِرَ}⁣[القمر: ٩]، أي:

  طرد، واستعمال الزّجر فيه لصياحهم بالمطرود، نحو أن يقال: اعزب وتنحّ ووراءك⁣(⁣٣).

زجا

  التَّزْجِيَةُ: دَفْعُ الشّيء لينساق، كَتَزْجِيَةِ رديء البعير، وتَزْجِيَةِ الرّيح السّحاب، قال: {يُزْجِي سَحاباً}⁣[النور: ٤٣]، وقال: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ}⁣[الإسراء: ٦٦]، ومنه: رجل مُزْجًى، وأَزْجَيْتُ رديء التّمر فَزَجَا، ومنه استعير: زَجَا الخراج يَزْجُو، وخراج زَاجٍ، وقول الشاعر:

  ٢١٠ - وحاجة غير مُزْجَاةٍ من الحاج⁣(⁣٤)

  أي: غير يسيرة، يمكن دفعها وسوقها لقلَّة الاعتداد بها.

زحح

  {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ}⁣[آل عمران: ١٨٥]، أي: أزيل عن مقرّه فيها.


(١) الزّئبر: ما يظهر من درز الثوب. وقال أبو زيد: زئبر الثوب وزغبره. اللسان (زأبر).

(٢) قال ابن منظور: وفي المثل: هاجت زبراء، وهي خادم كانت للأحنف بن قيس، وكانت سليطة، فكانت إذا غضبت قال الأحنف: هاجت زبراء، فصارت مثلا لكل أحد، حتى يقال لكل إنسان، إذا هاج غضبه: هاجت زبراؤه. اللسان (زبر)، والقصة مطوّلة في لطف التدبير ص ٦٧.

(٣) انظر: المسائل الحلبيات للفارسي ص ١٠٦، وأصول النحو ١/ ١٤١.

(٤) هذا عجز بيت، وشطره:

ومرسل ورسول غير متّهم

وهو للراعي، من قصيدة له مطلعها:

ألا اسلمي ذات الطَّوق والعاج ... والدّل والنظر المستأنس الساجي

وهو في ديوانه ص ٢٨، وتهذيب اللغة ١١/ ١٥٥، ومجاز القرآن ١/ ٣١٧.