مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

صلد

صفحة 490 - الجزء 1

  اصْطَلَحُوا وتَصَالَحُوا، قال: {أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً والصُّلْحُ خَيْرٌ}⁣[النساء: ١٢٨]، {وإِنْ تُصْلِحُوا وتَتَّقُوا}⁣[النساء: ١٢٩]، {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما}⁣[الحجرات: ٩]، {فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}⁣[الحجرات: ١٠]، وإِصْلَاحُ اللَّه تعالى الإنسانَ يكون تارة بخلقه إيّاه صَالِحاً، وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجوده، وتارة يكون بالحكم له بالصَّلَاحِ. قال تعالى: {وأَصْلَحَ بالَهُمْ}⁣[محمد: ٢]، {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ}⁣[الأحزاب: ٧١]، {وأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}⁣[الأحقاف: ١٥]، {إِنَّ الله لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}⁣[يونس: ٨١]، أي: المفسد يضادّ اللَّه في فعله، فإنّه يفسد واللَّه تعالى يتحرّى في جميع أفعاله الصَّلَاحَ، فهو إذا لا يُصْلِحُ عملَه، وصَالِحٌ: اسم للنّبيّ #. قال تعالى: {يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا}⁣[هود: ٦٢].

صلد⁣(⁣١)

  قال تعالى: {فَتَرَكَه صَلْداً}⁣[البقرة: ٢٦٤]، أي: حجرا صلبا وهو لا ينبت، ومنه قيل: رأس صَلْدٌ: لا ينبت شعرا، وناقة صَلُودٌ ومِصْلَادٌ: قليلة اللَّبن، وفرس صَلُودٌ: لا يعرق، وصَلَدَ الزَّنْدُ: لا يخرج ناره.

صلا

  أصل الصَّلْيُ الإيقادُ بالنار، ويقال: صَلِيَ بالنار وبكذا، أي: بلي بها، واصْطَلَى بها، وصَلَيْتُ الشاةَ: شويتها، وهي مَصْلِيَّةٌ. قال تعالى: {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ}⁣[يس: ٦٤]، وقال: {يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى}⁣[الأعلى: ١٢]، {تَصْلى ناراً حامِيَةً}⁣[الغاشية: ٤]، {ويَصْلى سَعِيراً}⁣[الانشقاق: ١٢]، {وسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}⁣[النساء: ١٠]، قرئ: {سَيَصْلَوْنَ}⁣(⁣٢) بضمّ الياء وفتحها، {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها}⁣[المجادلة: ٨]، {سَأُصْلِيه سَقَرَ}⁣[المدثر: ٢٦]، {وتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ}⁣[الواقعة: ٩٤]، وقوله: {لا يَصْلاها إِلَّا الأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وتَوَلَّى}⁣[الليل: ١٥ - ١٦]، فقد قيل:

  معناه لا يَصْطَلِي بها إلَّا الأشقى الذي. قال الخليل: صَلِيَ الكافرُ النار: قاسى حرّها⁣(⁣٣)، {يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}⁣[المجادلة: ٨]، وقيل: صَلَى النارَ: دخل فيها، وأَصْلَاهَا غيرَه، قال: {فَسَوْفَ نُصْلِيه ناراً}⁣[النساء: ٣٠]، {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا}⁣[مريم: ٧٠]، قيل: جمع صَالٍ، والصَّلَاءُ يقال للوقود وللشّواء. والصَّلاةُ، قال كثير من أهل اللَّغة: هي الدّعاء، والتّبريك


(١) هذه المادة سقطت من نسخة المحمودية ١.

(٢) وهي قراءة ابن عامر وشعبة. انظر: الإتحاف ص ١٨٦.

(٣) انظر: العين ٧/ ١٥٤.