مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ظعن

صفحة 535 - الجزء 1

كتاب الظَّاء

ظعن

  يقال: ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً: إذا شخص. قال تعالى: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ}⁣[النحل: ٨٠]، والظَّعِينَةُ: الهودج إذا كان فيه المرأة، وقد يكنّى به عن المرأة وإن لم تكن في الهودج.

ظفر

  الظُّفْرُ يقال في الإنسان وفي غيره، قال تعالى: {وعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ}⁣[الأنعام: ١٤٦]، أي: ذي مخالب، ويعبّر عن السّلاح به تشبيها بِظُفُرِ الطائرِ، إذ هو له بمنزلة السّلاح، ويقال: فلان كَلِيلُ الظُّفُرِ، وظَفَرَه فلانٌ: نشب ظُفُرَه فيه، وهو أَظْفَرُ: طويلُ الظُّفُرِ، والظَّفَرَةُ⁣(⁣١): جُلَيْدَةٌ يُغَشَّى البصرُ بها تشبيها بِالظُّفُرِ في الصّلابة، يقال: ظَفِرَتْ عينُه، والظَّفَرُ: الفوزُ، وأصله من: ظَفِرَ عليه. أي:

  نشب ظُفْرُه فيه. قال تعالى: {مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ}⁣[الفتح: ٢٤].

ظلل

  الظِّلُّ: ضدُّ الضَّحِّ، وهو أعمُّ من الفيء، فإنه يقال: ظِلُّ اللَّيلِ، وظِلُّ الجنّةِ، ويقال لكلّ موضع لم تصل إليه الشّمس: ظِلٌّ، ولا يقال الفيءُ إلَّا لما زال عنه الشمس، ويعبّر بِالظِّلِّ عن العزّة والمنعة، وعن الرّفاهة، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ}⁣[المرسلات: ٤١]، أي:

  في عزّة ومناع، قال: {أُكُلُها دائِمٌ وظِلُّها}⁣[الرعد: ٣٥]، {هُمْ وأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ}⁣[يس: ٥٦]، يقال: ظَلَّلَنِي الشّجرُ، وأَظَلَّنِي.

  قال تعالى: {وظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ}⁣[البقرة: ٥٧]، وأَظَلَّنِي فلانٌ: حرسني، وجعلني في ظِلِّه وعزّه ومناعته. وقوله: {يَتَفَيَّؤُا ظِلالُه}⁣[النحل: ٤٨]، أي: إنشاؤه يدلّ على وحدانيّة اللَّه، وينبئ عن حكمته. وقوله: {ولِلَّه يَسْجُدُ} إلى قوله: {وظِلالُهُمْ}⁣(⁣٢). قال الحسن: أمّا ظِلُّكَ


(١) الظَّفرة والظَّفرة لغتان.

(٢) {ولِلَّه يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ والآصالِ} سورة الرعد: آية ١٥.