مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

علق

صفحة 579 - الجزء 1

  ولم يأخذ العِقَالَ⁣(⁣١)، وذلك كناية عن الإبل بما يشدّ به، أو بالمصدر، فإنه يقال: عَقَلْتُه عَقْلًا وعِقَالًا، كما يقال: كتبت كتابا، ويسمّى المكتوب كتابا، كذلك يسمّى المَعْقُولُ عِقَالًا، والعَقِيلَةُ من النّساء والدّرّ وغيرهما: التي تُعْقَلُ، أي: تحرس وتمنع، كقولهم: علق مضنّة⁣(⁣٢) لما يتعلَّق به، والمَعْقِلُ: جبل أو حصن يُعْتَقَلُ به، والعُقَّالُ: داء يعرض في قوائم الخيل، والعَقَلُ:

  اصطكاك فيها.

عقم

  أصل الْعُقْمِ: اليبس المانع من قبول الأثر⁣(⁣٣) يقال: عَقُمَتْ مفاصله، وداء عُقَامٌ: لا يقبل البرء، والعَقِيمُ من النّساء: التي لا تقبل ماء الفحل. يقال: عَقِمَتِ المرأة والرّحم. قال تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَها وقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}⁣[الذاريات: ٢٩]، وريح عَقِيمٌ: يصحّ أن يكون بمعنى الفاعل، وهي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا، ويصحّ أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز العَقِيمِ⁣(⁣٤) وهي التي لا تقبل أثر الخير، وإذا لم تقبل ولم تتأثّر لم تعط ولم تؤثّر، قال تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}⁣[الذاريات: ٤١]، ويوم عَقِيمٌ: لا فرح فيه.

عكف

  العُكُوفُ: الإقبال على الشيء وملازمته على سبيل التّعظيم له، والاعْتِكَافُ في الشّرع: هو الاحتباس في المسجد على سبيل القربة ويقال:

  عَكَفْتُه على كذا، أي: حبسته عليه، لذلك قال: {سَواءً الْعاكِفُ فِيه والْبادِ}⁣[الحج: ٢٥]، {والْعاكِفِينَ}⁣[البقرة: ١٢٥]، {فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ}⁣[الشعراء: ٧١]، {يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ}⁣[الأعراف: ١٣٨]، {ظَلْتَ عَلَيْه عاكِفاً}⁣[طه: ٩٧]، {وأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ}⁣[البقرة: ١٨٧]، {والْهَدْيَ مَعْكُوفاً}⁣[الفتح: ٢٥]، أي: محبوسا ممنوعا.

علق

  العَلَقُ: التّشبّث بالشّيء، يقال: عَلِقَ الصّيد في الحبالة، وأَعْلَقَ الصّائد: إذا علق الصّيد في حبالته، والمِعْلَقُ والمِعْلَاقُ: ما يُعَلَّقُ به، وعِلَاقَةُ السّوط كذلك، وعَلَقُ القربة كذلك، وعَلَقُ البكرة: آلاتها التي تَتَعَلَّقُ بها، ومنه: العُلْقَةُ لما يتمسّك به، وعَلِقَ دم فلان بزيد: إذا كان زيد قاتله، والعَلَقُ: دود يتعلَّق بالحلق، والعَلَقُ: الدّم الجامد ومنه: العَلَقَةُ التي يكون منها الولد. قال تعالى: {خَلَقَ الإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ}⁣[العلق: ٢]،


(١) انظر: جمهرة اللغة ٣/ ١٢٩.

(٢) قال ابن منظور: ويقال: هذا الشيء علق مضنّة، أي: يضنّ به، وجمعه أعلاق. انظر: اللسان (علق).

(٣) قال كراع: العقم أصله اللَّي، ومنه قيل: امرأة عقيم: لا تلد، كأنّ رحمها عقمت عن الولادة. المنتخب ٢/ ٦٦٤.

(٤) انظر: المدخل لعلم تفسير كتاب اللَّه بتحقيقنا ص ٢٦٧ - ٢٦٨.