كف
  {جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ}[المائدة: ٩٧]. وذو الكَعْبَاتِ: بيت كان في الجاهلية لبني ربيعة، وفلان جالس في كَعْبَتِه، أي: غرفته وبيته على تلك الهيئة، وامرأة كاعِبٌ:
  تَكَعَّبَ ثدياها، وقد كَعبَتْ كِعَابَةً، والجمع كَوَاعِبُ، قال: {وكَواعِبَ أَتْراباً}[النبأ: ٣٣]، وقد يقال: كَعَبَ الثّدي كَعْباً، وكَعَّبَ تَكْعِيباً(١)، وثوب مُكَعَّبٌ: مطويّ شديد الإدراج، وكلّ ما بين العقدتين من القصب والرّمح يقال له:
  كَعْبٌ، تشبيها بالكعب في الفصل بين العقدتين، كفصل الكعب بين السّاق والقدم.
كف
  الْكَفُّ: كَفُّ الإنسان، وهي ما بها يقبض ويبسط، وكَفَفْتُه: أصبت كَفَّه، وكَفَفْتُه: أصبته بالكفّ ودفعته بها. وتعورف الكفّ بالدّفع على أيّ وجه كان، بالكفّ كان أو غيرها حتى قيل:
  رجل مَكْفُوفٌ لمن قبض بصره، وقوله تعالى: {وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ}[سبأ: ٢٨] أي: كافّا لهم عن المعاصي، والهاء فيه للمبالغة كقولهم: راوية، وعلَّامة، ونسّابة، وقوله: {وقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً}[التوبة: ٣٦] قيل: معناه: كَافِّينَ لهم كما يقاتلونكم كافّين(٢)، وقيل: معناه جماعة كما يقاتلونكم جماعة، وذلك أن الجماعة يقال لهم الكافّة، كما يقال لهم الوازعة لقوّتهم باجتماعهم، وعلى هذا قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}[البقرة: ٢٠٨]، وقوله: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْه عَلى ما أَنْفَقَ فِيها}[الكهف: ٤٢] فإشارة إلى حال النادم وما يتعاطاه في حال ندمه. وتَكَفَّفَ الرّجل: إذا مدّ يده سائلا، واسْتَكَفَّ: إذا مدّ كفّه سائلا أو دافعا، واسْتَكَفَّ الشمس: دفعها بكفّه، وهو أن يضع كفّه على حاجبه مستظلَّا من الشمس ليرى ما يطلبه، وكِفَّةُ الميزان تشبيه بالكفّ في كفّها ما يوزن بها، وكذا كِفَّةُ الحبالة، وكَفَّفْتُ الثوب: إذا خطت نواحيه بعد الخياطة الأولى.
كفت
  الكَفْتُ: القبض والجمع. قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وأَمْواتاً}[المرسلات: ٢٥ - ٢٦] أي: تجمع الناس أحياءهم وأمواتهم، وقيل: معناه تضمّ الأحياء التي هي الإنسان والحيوانات والنّبات، والأموات
(١) انظر: اللسان (كعب).
(٢) قال الزجاج في الآية: وهذا مشتقّ من كفّة الشيء، وهي حرفه، وإنما أخذ من أنّ الشيء إذا انتهى إلى ذلك كفّ عن الزيادة، ولا يجوز أن يثنى ولا يجمع، ولا يقال: قاتلوهم كافات ولا كافين، كما أنك إذا قلت: قاتلوهم عامّة لم تثنّ ولم تجمع، وكذلك خاصّة. هذا مذهب النحويين. انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٢/ ٤٤٦.