كفل
  تعالى بدلالة قوله: {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}[الفتح: ٢٩] ولأنّ الكافر لا اختصاص له بذلك. وقيل: بل عنى الكفار، وخصّهم بكونهم معجبين بالدّنيا وزخارفها وراكنين إليها.
  والْكَفَّارَةُ: ما يغطَّي الإثم، ومنه: كَفَّارَةُ اليمين نحو قوله: {ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ}[المائدة: ٨٩] وكذلك كفّارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظَّهار. قال: {فَكَفَّارَتُه إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ}[المائدة: ٨٩] والتَّكْفِيرُ: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل، ويصحّ أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران، نحو:
  التّمريض في كونه إزالة للمرض، وتقذية العين في إزالة القذى عنه، قال: {ولَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا واتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ}[المائدة: ٦٥]، {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ}[النساء: ٣١] وإلى هذا المعنى أشار بقوله: {إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ}[هود: ١١٤] وقيل: صغار الحسنات لا تكفّر كبار السّيّئات، وقال: {لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ}[آل عمران: ١٩٥]، {لِيُكَفِّرَ الله عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا}[الزمر: ٣٥] ويقال: كَفَرَتِ الشمس النّجومَ: سترتها، ويقال الْكَافِرُ للسّحاب الذي يغطَّي الشمس والليل، قال الشاعر:
  ٣٨٩ - ألقت ذكاء يمينها في كافر(١)
  وتَكَفَّرَ في السّلاح. أي: تغطَّى فيه، والْكَافُورُ: أكمام الثمرة. أي: التي تكفُرُ الثّمرةَ، قال الشاعر:
  ٣٩٠ - كالكرم إذ نادى من الكافور(٢)
  والْكَافُورُ الذي هو من الطَّيب. قال تعالى: {كانَ مِزاجُها كافُوراً}[الإنسان: ٥].
كفل
  الْكَفَالَةُ: الضّمان، تقول: تَكَفَّلَتْ بكذا، وكَفَّلْتُه فلانا، وقرئ: {وكَفَّلَها زَكَرِيَّا}[آل عمران: ٣٧](٣) أي: كفّلها اللَّه تعالى، ومن خفّف(٤) جعل الفعل لزكريّا، المعنى: تضمّنها.
  قال تعالى: {وقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلًا}[النحل: ٩١]، والْكَفِيلُ: الحظَّ الذي فيه الكفاية، كأنّه تَكَفَّلَ بأمره. نحو قوله تعالى: {فَقالَ أَكْفِلْنِيها}[ص: ٢٣] أي: اجعلني كفلا لها، والكِفْلُ: الكفيل، قال: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه}[الحديد: ٢٨] أي: كفيلين من نعمته في الدّنيا والآخرة، وهما المرغوب إلى اللَّه تعالى فيهما بقوله: {رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً}[البقرة: ٢٠١]
(١) تقدم قريبا ص ٧١٤.
(٢) الشطر تقدّم قريبا ص ٧١٤.
(٣) وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص ١٧٣.
(٤) قرأ بالتخفيف نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب.