مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

مخر

صفحة 762 - الجزء 1

محل

  قوله تعالى: {وهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ}⁣[الرعد: ١٣] أي: الأخذ بالعقوبة، قال بعضهم: هو من قولهم مَحَلَ به مَحْلًا ومِحَالًا:

  إذا أراده بسوء، قال أبو زيد: مَحَلَ الزّمانُ:

  قحط⁣(⁣١)، ومكان ماحل ومتماحل، وأمحلت الأرض، والمَحَالة: فقارة الظَّهر، والجمع:

  المحالّ، ولَبَنٌ مُمَحَّلٌ: قد فسد، ويقال: مَاحَلَ عنه. أي: جادل عنه، ومَحَلَ به إلى السّلطانِ:

  إذا سعى به، وفي الحديث: «لا تجعل القرآن مَاحِلًا بنا»⁣(⁣٢) أي: يظهر عندك معايبنا، وقيل:

  بل المِحَال من الحول والحيلة، والميم فيه زائدة.

محن

  المَحْن والامتحان نحو الابتلاء، نحو قوله تعالى: {فَامْتَحِنُوهُنَّ}⁣[الممتحنة: ١٠] وقد تقدّم الكلام في الابتلاء. قال تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ الله قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى}⁣[الحجرات: ٣]، وذلك نحو: {ولِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْه بَلاءً حَسَناً}⁣[الأنفال: ١٧] وذلك نحو قوله: {إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ الآية}⁣[الأحزاب: ٣٣].

محو

  المَحْو: إزالة الأثر، ومنه قيل للشّمال:

  مَحْوَةٌ، لأنها تَمْحُو السّحاب والأثر. قال تعالى: {يَمْحُوا الله ما يَشاءُ ويُثْبِتُ}⁣[الرعد: ٣٩].

مخر

  مَخْرُ الماءِ للأرض: استقبالها بالدّور فيها.

  يقال: مَخَرَتِ السّفينةُ مَخْراً ومُخُوراً: إذا شقّت الماء بجؤجئها⁣(⁣٣) مستقبلة له، وسفينة مَاخِرة، والجمع: المَوَاخِر. قال: {وتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيه}⁣[النحل: ١٤] ويقال: استمخرت الرّيحَ، وامتخرتها: إذا استقبلتها بأنفك، وفي الحديث: «استمخروا الرّيحَ وأعدّوا النّبل»⁣(⁣٤) أي:

  في الاستنجاء، والماخور: الموضع الذي يباع فيه الخمر، وبناتُ مَخْرٍ سحائب تنشأ صيفا⁣(⁣٥).


(١) انظر: الأفعال ٤/ ١٤٩.

(٢) انظر: النهاية ٤/ ٣٠٣، وغريب القرآن لليزيدي ص ١٩٣. قال ابن حجر بعد ذكر هذا الحديث: قلت: الذي في الحديث: «القرآن شافع مشفع وماحل مصدّق» أخرجه ابن حبان. انظر: تخريج أحاديث الكشاف ص ٩١.

(٣) الجؤجؤ: الصدر.

(٤) قال ابن الأثير: ومنه حديث سراقة: «إذا أتى أحدكم الغائط فليفعل كذا وكذا، واستمخروا الريح». ورواه الزمخشري، فقال: سراقة بن جعشم قال لقومه: إذا أتى أحدكم الغائط فليكرم قبلة اللَّه ولا يستدبرها، وليتق مجالس اللعن: الطريق والظل والنهر، واستمخروا الريح، واستشبوا على أسوقكم، وأعدوا النبل. انظر: النهاية ٤/ ٣٠٥، والفائق ٣/ ٣٥٠، ومجمع الزوائد ١/ ٢٠٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في علله ١/ ٣٦، وكنز العمال ٩/ ٣٦١، وعزاه لحرب بن إسماعيل في مسائله.

(٥) انظر: اللسان (مخر)، والمجمل ٣/ ٨٢٥، وراجع مادة (بحر) وتعليقنا على ذلك.