مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

هوى

صفحة 849 - الجزء 1

  فيذمّ به. وعلى الثاني قوله تعالى: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ}⁣[الأنعام: ٩٣]، {فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ}⁣[فصلت: ١٧]، {ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ}⁣[البقرة: ٩٠]، {ولَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ}⁣[آل عمران: ١٧٨]، {فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ}⁣[الحج: ٥٧]، {ومَنْ يُهِنِ الله فَما لَه مِنْ مُكْرِمٍ}⁣[الحج: ١٨] ويقال: هانَ الأمْرُ على فلان:

  سهل. قال اللَّه تعالى: {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}⁣[مريم: ٢١]، {وهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه}⁣[الروم: ٢٧]، {وتَحْسَبُونَه هَيِّناً}⁣[النور: ١٥] والْهَاوُونَ: فاعول من الهون، ولا يقال هارون، لأنه ليس في كلامهم فاعل.

هوى

  الْهَوَى: ميل النفس إلى الشهوة. ويقال ذلك للنّفس المائلة إلى الشّهوة، وقيل: سمّي بذلك لأنّه يَهْوِي بصاحبه في الدّنيا إلى كلّ داهية، وفي الآخرة إلى الهَاوِيَةِ، والْهُوِيُّ: سقوط من علو إلى سفل، وقوله ø: {فَأُمُّه هاوِيَةٌ}⁣[القارعة: ٩] قيل: هو مثل قولهم: هَوَتْ أمّه أي: ثكلت. وقيل: معناه مقرّه النار، والْهَاوِيَةُ:

  هي النار، وقيل: {وأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}⁣[إبراهيم: ٤٣] أي: خالية كقوله: {وأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً}⁣[القصص: ١٠] وقد عظَّم اللَّه تعالى ذمّ اتّباع الهوى، فقال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَه هَواه}⁣[الجاثية: ٢٣]، {ولا تَتَّبِعِ الْهَوى}⁣[ص: ٢٦]، {واتَّبَعَ هَواه}⁣[الأعراف: ١٧٦] وقوله: {ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ}⁣[البقرة: ١٢٠] فإنما قاله بلفظ الجمع تنبيها على أنّ لكلّ واحد هوى غير هوى الآخر، ثم هوى كلّ واحد لا يتناهى، فإذا اتّباع أهوائهم نهاية الضّلال والحيرة، وقال ø: {ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}⁣[الجاثية: ١٨]، {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْه الشَّياطِينُ}⁣[الأنعام: ٧١] أي: حملته على اتّباع الهوى. {ولا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا}⁣[المائدة: ٧٧]، {قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ}⁣[الأنعام: ٥٦]، {ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ الله}⁣[الشورى: ١٥]، {ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواه بِغَيْرِ هُدىً مِنَ الله}⁣[القصص: ٥٠] والهُوِيُّ:

  ذهاب في انحدار، والْهَوِيُّ: ذهاب في ارتفاع، قال الشاعر:

  ٤٧٢ - يَهْوِي محارمها هويّ الأجدل⁣(⁣١)

  والْهَوَاءُ: ما بين الأرض والسماء، وقد حمل


(١) العجز في البصائر ٥/ ٣٦٠ دون نسبة من المحقق، وأساس البلاغة (هوى)، دون نسبة أيضا. وشطره الأول:

وإذا رميت به الفجاج رأيته وهو لأبي كبير الهذلي، في ديوان الهذليين ٢/ ٩٤، والمجمل ٤/ ٨٩٣. [استدراك].