وهج
  قبولُ الهبةِ، وفي الحديث: «لقد هممت أن لا أَتَّهِبَ إلَّا من قرشيّ أو أنصاريّ أو ثقفيّ»(١).
وهج
  الوَهَجُ: حصولُ الضّوءِ والحرِّ من النّار، والوَهَجَانُ كذلك وقوله: {وجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً}[النبأ: ١٣] أي: مضيئا، وقد وَهَجَتِ النارُ تَوْهَجُ، ووَهَجَ يَهِجُ ويَوْهَجُ، وتَوَهَّجَ الجوهر: تلألأ.
ولي
  الوَلَاءُ والتَّوَالِي: أن يَحْصُلَ شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النّسبة، ومن حيث الدّين، ومن حيث الصّداقة والنّصرة والاعتقاد، والوِلَايَةُ النُّصْرةُ(٢)، والوَلَايَةُ: تَوَلِّي الأمرِ، وقيل: الوِلَايَةُ والوَلَايَةُ نحو: الدِّلَالة والدَّلَالة، وحقيقته: تَوَلِّي الأمرِ. والوَلِيُّ والمَوْلَى يستعملان في ذلك كلُّ واحدٍ منهما يقال في معنى الفاعل. أي: المُوَالِي، وفي معنى المفعول. أي: المُوَالَى، يقال للمؤمن: هو وَلِيُّ اللَّه ø ولم يرد مَوْلَاه، وقد يقال: اللَّه تعالى وَلِيُّ المؤمنين ومَوْلَاهُمْ، فمِنَ الأوَّل قال اللَّه تعالى: {الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}[البقرة: ٢٥٧]، {إِنَّ وَلِيِّيَ الله}[الأعراف: ١٩٦]، {والله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: ٦٨]، {ذلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}[محمد: ١١]، {نِعْمَ الْمَوْلى ونِعْمَ النَّصِيرُ}[الأنفال: ٤٠]، {واعْتَصِمُوا بِالله هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى}[الحج: ٧٨]، قال ø: {قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّه مِنْ دُونِ النَّاسِ}[الجمعة: ٦]، {وإِنْ تَظاهَرا عَلَيْه فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاه}[التحريم: ٤]، {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}[الأنعام: ٦٢] والوالِي الذي في قوله: {وما لَهُمْ مِنْ دُونِه مِنْ والٍ}[الرعد: ١١] بمعنى الوَلِيِّ، ونفى اللَّه تعالى الوَلَايَةَ بين المؤمنين والكافرين في غير آية، فقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ} إلى قوله: {ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّه مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١](٣)، {لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ
(١) الحديث عن ابن عباس أنّ أعرابيا وهب للنبي ﷺ هبة فأثابه عليها، قال: رضيت؟ قال: لا، فزاده، قال: رضيت؟
قال: لا، فزاده، قال: رضيت؟ قال: نعم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي». أخرجه أحمد في المسند ١/ ٢٩٥، وأبو داود مختصرا ٣/ ٢٩٠، والنسائي ٦/ ٢٨٠.
(٢) قال الفراء: وكسر الواو في الولاية أعجب إليّ من فتحها، لأنها إنما تفتح أكثر من ذلك إذا كانت في معنى النصرة، وكان الكسائي يفتحها ويذهب بها إلى النصرة. انظر: معاني القرآن ١/ ٤١٨.
(٣) الآية: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّه مِنْهُمْ}.