وهج
  وإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ}[التوبة: ٢٣]، {ولا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِه أَوْلِياءَ}[الأعراف: ٣]، {ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[الأنفال: ٧٢]، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ}[الممتحنة: ١]، {تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ} الَّذِينَ كَفَرُوا إلى قوله: {ولَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وما أُنْزِلَ إِلَيْه مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ}[المائدة: ٨٠ - ٨١](١) وجعل بين الكافرين والشّياطين مُوَالاةً في الدّنيا، ونفى بينهم المُوَالاةَ في الآخرة، قال اللَّه تعالى في المُوَالاةُ بينهم في الدّنيا: {الْمُنافِقُونَ والْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}[التوبة: ٦٧] وقال: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الله}[الأعراف: ٣٠]، {إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف: ٢٧]، {فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ}[النساء: ٧٦] فكما جعل بينهم وبين الشّيطان مُوَالاةً جعل للشّيطان في الدّنيا عليهم سلطانا فقال: {إِنَّما سُلْطانُه عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَه}[النحل: ١٠٠] ونفى المُوَالاةَ بينهم في الآخرة، فقال في مُوَالاةِ الكفارِ بعضهم بعضا: {يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً}[الدخان: ٤١]، {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ}[العنكبوت: ٢٥]، {قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا الآية}[القصص: ٦٣]، وقولهم تَوَلَّى إذا عدّي بنفسه اقتضى معنى الوَلَايَةِ، وحصوله في أقرب المواضع منه يقال: وَلَّيْتُ سمعي كذا، ووَلَّيْتُ عيني كذا، ووَلَّيْتُ وجهي كذا: أقبلت به عليه، قال اللَّه ø: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها}[البقرة: ١٤٤]، {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه}[البقرة: ١٤٤] وإذا عدّي ب (عن) لفظا أو تقديرا اقتضى معنى الإعراض وترك قربه. فمن الأوّل قوله: {ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّه مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١]، {ومَنْ يَتَوَلَّ الله ورَسُولَه}[المائدة: ٥٦]. ومن الثاني قوله: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ}[آل عمران: ٦٣]، {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وكَفَرَ}[الغاشية: ٢٣]، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا}[آل عمران: ٦٤]، {وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ}[محمد: ٣٨]، {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}[التغابن: ١٢]، {وإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَوْلاكُمْ}[الأنفال: ٤٠]، {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ}[آل عمران: ٨٢] والتَّوَلِّي قد يكون بالجسم، وقد يكون بترك الإصغاء والائتمار، قال اللَّه ø:
(١) الآية: {تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّه عَلَيْهِمْ وفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ ولَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّه}.