مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

وهن

صفحة 887 - الجزء 1

  {ولا تَوَلَّوْا عَنْه وأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ}⁣[الأنفال: ٢٠] أي: لا تفعلوا ما فعل الموصوفون بقوله: {واسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وأَصَرُّوا واسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً}⁣[نوح: ٧] ولا ترتسموا قولَ من ذُكِرَ عنهم: {وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ والْغَوْا فِيه}⁣[فصلت: ٢٦] ويقال: وَلَّاه دُبُرَه: إذا انهزم.

  وقال تعالى: {وإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبارَ}⁣[آل عمران: ١١١]، {ومَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَه}⁣[الأنفال: ١٦]، وقوله: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا}⁣[مريم: ٥] أي: ابنا يكون من أَوْلِيَائِكَ، وقوله: {خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي}⁣[مريم: ٥] قيل: ابن العمّ، وقيل مَوَالِيه. وقوله: {ولَمْ يَكُنْ لَه وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}⁣[الإسراء: ١١١]، فيه نفي الوَلِيِّ بقوله ø: {مِنَ الذُّلِّ} إذ كان صالحو عباده هم أَوْلِيَاءُ اللَّه كما تقدم لكن مُوَالاتُهُمْ ليستولي هو تعالى بهم، وقوله: {ومَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَه وَلِيًّا}⁣[الكهف: ١٧]، والوَلِيُّ: المطرُ الذي يَلِي الوَسْمِيَّ، والمَوْلَى يقال للمعتِقِ، والمعتَقِ، والحليفِ، وابنِ العمِّ، والجارِ، وكلِّ من وَلِيَ أمرَ الآخرِ فهو وَلِيُّه، ويقال: فلان أَوْلَى بكذا. أي أحرى، قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٦]، {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه}⁣[آل عمران: ٦٨]، {فَا لله أَوْلى بِهِما}⁣[النساء: ١٣٥]، {وأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ}⁣[الأنفال: ٧٥] وقيل: {أَوْلى لَكَ فَأَوْلى}⁣[القيامة: ٣٤] من هذا، معناه: العقاب أَوْلَى لك وبك، وقيل: هذا فعل المتعدّي بمعنى القرب، وقيل: معناه انزجر.

  ويقال: وَلِيَ الشيءُ الشيءَ، وأَوْلَيْتُ الشيءَ شيئا آخرَ أي: جعلته يَلِيه، والوَلَاءُ في العتق: هو ما يورث به، و «نهي عن بيع الوَلَاءِ وعن هبته»⁣(⁣١)، والمُوَالاةُ بين الشيئين: المتابعة.

وهن

  الوَهْنُ: ضعف من حيث الخلق، أو الخلق.

  قال تعالى: {قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي}⁣[مريم: ٤]، {فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ}⁣[آل عمران: ١٤٦]، {وَهْناً عَلى وَهْنٍ}⁣[لقمان: ١٤] أي: كلَّما عظم في بطنها: زادها ضعفا على ضعف: {ولا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ}⁣[النساء: ١٠٤]، {ولا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا}⁣[آل عمران: ١٣٩]، {ذلِكُمْ وأَنَّ الله مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ}⁣[الأنفال: ١٨].

وهى

  الوَهْيُ: شقّ في الأديم والثّوب ونحوهما،


(١) عبد اللَّه بن عمر يقول: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عن بيع الولاء وعن هبته. أخرجه البخاري في العتق، باب بيع الولاء وهبته ٥/ ١٦٧، ومسلم برقم (١٥٠٦).