مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ويل

صفحة 888 - الجزء 1

  ومنه يقال: وَهَتْ عَزَالَيِ السّحابِ بمائها⁣(⁣١)، قال تعالى: {وانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ}⁣[الحاقة: ١٦] وكلُّ شيءٍ استرخى رباطه فقد وَهِيَ.

وي

  وَيْ كلمةٌ تُذْكَرُ للتَّحَسُّر، والتَّنَدُّم، والتَّعَجُّب، تقول: وَيْ لعبد اللَّه، قال تعالى: {وَيْكَأَنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ}⁣[القصص: ٨٢] {وَيْكَأَنَّه لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ}⁣[القصص: ٨٢]، وقيل: وَيْ لِزيدٍ، وقيل: وَيْكَ، كان وَيْلَكَ فحذف منه اللام.

ويل

  قال الأصمعيّ: وَيْلٌ قُبْحٌ، وقد يستعمل على التَّحَسُّر.

  ووَيْسَ استصغارٌ. ووَيْحَ ترحُّمٌ. ومن قال: وَيْلٌ وادٍ⁣(⁣٢) في جهنّم، فإنه لم يرد أنّ وَيْلًا في اللَّغة هو موضوع لهذا، وإنما أراد من قال اللَّه تعالى ذلك فيه فقد استحقّ مقرّا من النّار، وثبت ذلك له. قال ø: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ووَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}⁣[البقرة: ٧٩]، {ووَيْلٌ لِلْكافِرِينَ}⁣[إبراهيم: ٢]، {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}⁣[الجاثية: ٧]، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[مريم: ٣٧]، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣[الزخرف: ٦٥]، {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}⁣[المطففين: ١]، {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ}⁣[الهمزة: ١]، {يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا}⁣[يس: ٥٢]، {يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ}⁣[الأنبياء: ٤٦]، {يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ}⁣[القلم: ٣١].

  واللَّه سبحانه وتعالى أعلم بمراده.

  تمّ كتاب الواو


(١) يقال للشيء إذا استرخى. اللسان: (وهي)، والمجمل ٤/ ٩٣٨.

(٢) روي في ذلك عن النبي ÷ أنه قال: «الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره» أخرجه أحمد ٣/ ٧٥، والترمذي (انظر: عارضة الأحوذي ١٢/ ٢١ كتاب التفسير، تفسير سورة الأنبياء) وإسناده ضعيف.

وقال الترمذي: حديث غريب.