أمد
  وبطنته: إذا أصيب هذه الجوارح.
  و «أَمْ» إذا قوبل به ألف الاستفهام فمعناه:
  أي(١) نحو: أزيد أم عمرو، أي: أيّهما، وإذا جرّد عن ذلك يقتضي معنى ألف الاستفهام مع بل، نحو: {أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصارُ}[ص: ٦٣] أي: بل زاغت.
  و «أمَّا» حرف يقتضي معنى أحد الشيئين، ويكرّر نحو: {أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّه خَمْراً وأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ}[يوسف: ٤١]، ويبتدأ بها الكلام نحو: أمّا بعد فإنه كذا.
أمد
  قال تعالى: {تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وبَيْنَه أَمَداً بَعِيداً}[آل عمران: ٣٠]. والأَمَد والأبد يتقاربان، لكن الأبد عبارة عن مدّة الزمان التي ليس لها حدّ محدود، ولا يتقيد، لا يقال: أبد كذا.
  والأَمَدُ: مدّة لها حدّ مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر نحو أن يقال: أمد كذا، كما يقال: زمان كذا، والفرق بين الزمان والأمد أنّ الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمان عامّ في المبدأ والغاية، ولذلك قال بعضهم: المدى والأمد يتقاربان.
أمر
  الأَمْرُ: الشأن، وجمعه أُمُور، ومصدر أمرته:
  إذا كلَّفته أن يفعل شيئا، وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: {إِلَيْه يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه}[هود: ١٢٣]، وقال: {قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّه لِلَّه يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}[آل عمران: ١٥٤]، {أَمْرُه إِلَى الله}[البقرة: ٢٧٥] ويقال للإبداع: أمر، نحو: {أَلا لَه الْخَلْقُ والأَمْرُ}[الأعراف: ٥٤]، ويختص ذلك باللَّه تعالى دون الخلائق وقد حمل على ذلك قوله تعالى: {وأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها}[فصلت: ١٢] وعلى ذلك حمل الحكماء قوله: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}[الإسراء: ٨٥] أي: من إبداعه، وقوله: {إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه أَنْ نَقُولَ لَه كُنْ فَيَكُونُ}[النحل: ٤٠] فإشارة إلى إبداعه، وعبّر عنه بأقصر لفظة، وأبلغ ما يتقدّم فيه فيما بيننا بفعل الشيء، وعلى ذلك قوله: {وما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ}[القمر: ٥٠]، فعبّر عن سرعة إيجاده بأسرع ما يدركه وهمنا.
  والأمر: التقدم بالشيء سواء كان ذلك بقولهم: افعل وليفعل، أو كان ذلك بلفظ خبر نحو: {والْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ}[البقرة: ٢٢٨]، أو كان بإشارة أو غير ذلك، ألا ترى أنّه قد سمّى ما رأى إبراهيم في المنام من ذبح ابنه أمرا حيث قال: {إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ}[الصافات: ١٠٢] فسمّى ما رآه في
(١) راجع: الجنى الداني ص ٢٢٥، ومغني اللبيب ص ٦١ - ٦٢.