البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

خازن علم الله

صفحة 105 - الجزء 1

  بر، فوضع بين أيدينا، ثمّ قال: «انتهبوا»، فبينا نحن ننتهب، إذ أقبل علي # فتبسّم له النبي ÷ ثم قال: «يا علي إن الله قد أمرني أن أزوّجك فاطمة، فقد زوجتكها على أربع مائة مثقال فضة، إن رضيت»، فقال علي #: «قد رضيت يا رسول الله».

  ثمّ إنّ عليّاً مال فخرّ لله ساجداً شكر الله تعالى وقال: «الحمد لله الذي حبّبني إلى خير البريّة محمّد رسول الله»، فقال رسول الله ÷: «بارك الله عليكما وبارك فيكما، وأخرج منكما الكثير الطيب».

  قال أنس: فوالله لقد أخرج منهما الكثير الطيب.

  هذه رواية صاحب الكفاية⁣(⁣١) ورواية أصحابنا في كتبهم: أنّ الله تعالى زوّج عليّاً من فوق سبع سماوات وأشهد على نكاحه ملائكة السماء⁣(⁣٢)، وسنذكر من ذلك طرفاً في تفسير «زوج فاطمة الزهراء»⁣(⁣٣) إن شاء الله تعالى في جملة ما له من الأسماء العلويّة.

٦٨ - خازن علم الله

  هذا الاسم الشريف قد مرّ تفسيره في ذكرنا لما خص الله به أمير المؤمنين من العلم، وأعطاء من الحكمة وجعله ربّاني هذه الأمّة، كما قال ابن عبّاس⁣(⁣٤).

  وذكر ابن أبي الحديد في شرحه قول رسول الله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب»⁣(⁣٥).

  وقال: وقوله فيه: «خازن علمي» مرّة، وقال فيه: «عيبة علمي»، فصرّح بأنّه خازن علمه، فهذا الاسم سمّاه به رسول الله ÷.

  قال: وقد علم النّاس حال ابن عبّاس في ملازمته لأمير المؤمنين #، وانقطاعه إليه وأنّه تلميذه وخرّيجه، وقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط⁣(⁣٦).


(١) كفاية الطالب، ص ٢٩٨ - ٢٩٩.

(٢) محاسن الأزهار، ص ٤٠٢ - ٤٠٤، المراتب، ص ٨٨.

(٣) يأتي برقم ٢٤٧: «زوج البتول الزهراء».

(٤) المراتب، ص ٨٨.

(٥) الاستيعاب. ١١٠٢/ ٣ كفاية الطالب، ص ٢٢٠ - ٢٢١؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ٧/ ٢١٩.

(٦) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ١٩.