خازن علم الله
  بر، فوضع بين أيدينا، ثمّ قال: «انتهبوا»، فبينا نحن ننتهب، إذ أقبل علي # فتبسّم له النبي ÷ ثم قال: «يا علي إن الله قد أمرني أن أزوّجك فاطمة، فقد زوجتكها على أربع مائة مثقال فضة، إن رضيت»، فقال علي #: «قد رضيت يا رسول الله».
  ثمّ إنّ عليّاً مال فخرّ لله ساجداً شكر الله تعالى وقال: «الحمد لله الذي حبّبني إلى خير البريّة محمّد رسول الله»، فقال رسول الله ÷: «بارك الله عليكما وبارك فيكما، وأخرج منكما الكثير الطيب».
  قال أنس: فوالله لقد أخرج منهما الكثير الطيب.
  هذه رواية صاحب الكفاية(١) ورواية أصحابنا في كتبهم: أنّ الله تعالى زوّج عليّاً من فوق سبع سماوات وأشهد على نكاحه ملائكة السماء(٢)، وسنذكر من ذلك طرفاً في تفسير «زوج فاطمة الزهراء»(٣) إن شاء الله تعالى في جملة ما له من الأسماء العلويّة.
٦٨ - خازن علم الله
  هذا الاسم الشريف قد مرّ تفسيره في ذكرنا لما خص الله به أمير المؤمنين من العلم، وأعطاء من الحكمة وجعله ربّاني هذه الأمّة، كما قال ابن عبّاس(٤).
  وذكر ابن أبي الحديد في شرحه قول رسول الله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب»(٥).
  وقال: وقوله فيه: «خازن علمي» مرّة، وقال فيه: «عيبة علمي»، فصرّح بأنّه خازن علمه، فهذا الاسم سمّاه به رسول الله ÷.
  قال: وقد علم النّاس حال ابن عبّاس في ملازمته لأمير المؤمنين #، وانقطاعه إليه وأنّه تلميذه وخرّيجه، وقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط(٦).
(١) كفاية الطالب، ص ٢٩٨ - ٢٩٩.
(٢) محاسن الأزهار، ص ٤٠٢ - ٤٠٤، المراتب، ص ٨٨.
(٣) يأتي برقم ٢٤٧: «زوج البتول الزهراء».
(٤) المراتب، ص ٨٨.
(٥) الاستيعاب. ١١٠٢/ ٣ كفاية الطالب، ص ٢٢٠ - ٢٢١؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ٧/ ٢١٩.
(٦) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ١٩.