القسام بالسوية بين عبادالله
٢٢٦ - القسّام بالسويّة بين عبادالله
  قد مرّ شرحه في حديث: «و تخصم النّاس بسبع» ومنها: «وأقسمهم بالسويّة»(١) وكان لأمير المؤمنين # قسّام يسمى عبدالله بن يحيى يقسّم بأمره أموال الله بين أهلها.
  و قد ذكرنا قسمته # لرغيف وجده في مال رفع إليه، فقسّمه سبعة أقسام وقسّم الرغيف سبعة أقسام، جعل على كلّ قسم من الأقسام كسرة من أقسام الرغيف.
  فهذا هو النهاية في التسوية، ولم يعلم بأحد من الخلفاء بلغ إلى هذا الحد، ذكره في الاستيعاب(٢).
٢٢٧ - القوّال بالحقّ في ذات الله
  من كلماته المشهورة وحكمه المأثورة المنثورة: «ما ترك الحقّ لنا من صديق»(٣).
  كان # لا يقول إلّا الحقّ، ولا ينطق إلّا بالصدق، وقد تقدّم لنا كلام في هذا المعنى وذكرنا فيه قوله #: «والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبة»(٤).
  وما أحسن قول من قال:
  تأوّه المستحلف المرتضى ... لقلّة الزاد وبعد الطريق
  وهو إمام العادلين الّذي ... ما ترك الحقّ له من صديق
  والكذب مجانب للإيمان، ومن وصيّته # لابنه الحسن #: «والكذب داء فجانبه وأهله»(٥).
  وكان أمير المؤمنين يصدع بالحقّ وإن كان مرّاً، «قل الحقّ وإن كان مرّاً»، ولا يخشى إلّا من الله في أحواله كلّها.
  ومن غريب ما اتفق له أنّ عثمان أرسل إليه في الهاجرة قال #: فتقنّعت بثوبي وأتيته، فدخلت عليه وهو على سريره، وفي يده قضيب، وبين يديه مال دثر: صبرتان من ورق وذهب، فقال: دونك خذ من هذا حتّى يمتلي بطنك فقد أحرقتني.
(١) كفاية المطالب، ص ٢٧٠.
(٢) الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ١١١٣/ ٣.
(٣) الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ٣/ ١١١٣.
(٤) نهج البلاغة، ص ٥٧، الخطبة ١٦.
(٥) كنز المثال، ١٧٦/ ١٦.