ذلق اللسان
  وعن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله ÷: «يرد عليَّ الحوض راية عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام الغرّ المحجلين، فأقوم فأخذ بيده فيبيّض وجهه ووجوه أصحابه، وأقول وما خلفتموني في الثقلين بعدي؟، فيقولون: تبعنا الأكبر وصدَّقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول: رِدُوا رُواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبداً؛ وجه إمامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر ليلة البدر، أو كأضوأ نجم في السماء»، ذكره في الكفاية(١).
  وفي هذا الحديث دليل عظيم على أنّه # «ذروة بني هاشم»، ومن ذلك إنّه سيّد المسلمين، وسيّد العرب على ما يأتي بيانه.
  ومن كان بهذه الصفة فهو ذروة قومه، بل لو قلنا «ذروة المسلمين» كان صحيحاً في حقّه.
٩٠ - ذلق اللسان
  هذا الاسم المرجع فيه إلى فصاحته، وبلاغته، وذلاقة اللسان ذرابته.
  وحكى ابن الأعرابي: ذلق اللسان، وذليق طليق، وذلقٌ طلق، وذلق طلق، أربع لغات، وخطيب ذلق وذليق(٢).
  والقصد الإشارة إلى فصاحته وما اختص به من براعته وبلاغته، فإنّ أحداً من الصحابة لم يدوّن له من الخطب والمواعظ والحكم والآداب ما دون له #.
  قال ابن أبي الحديد، وقد أخذ يصف كلاماً لأمير المؤمنين كتبه إلى ابن عبّاس قال فيه: انظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها وتملكه زمامها.
  حتّى قال - بعد كلام حذفناه -: فسبحان من خص هذا الرجل بهذه المزايا النفيسة، والخصائص الشريفة، أن يكون غلام من أبناء عرب مكّة ينشأ بين أهله، لم يخالط الحكماء، وخرج أعرف بالحكمة، ودقائق العلوم الإلهيّة من أفلاطون وأرسطو!، ولم يعاشر أرباب الحكم الخلقية والآداب النفسانيّة لأنّ قريشاً لم يكن أحد منهم مشهوراً
(١) كفاية الطالب، ص ٧٦.
(٢) الصحاح للجوهري، ٤/ ١٤٧٩.