البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الطالب لرضا الملك الأعلى

صفحة 225 - الجزء 1

١٩٨ - الطالب لرضا الملك الأعلى

  الأصل في هذا قول الله تعالى في وصف أمير المؤمنين في سورة {هَلْ أَتَى}، قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ٩}⁣[الإنسان] وهذا هو تفسير هذا الاسم من القرآن.

  وعن مجاهد: أما إنّهم ما تكلّموا به، ولكن علمه الله فأثنى عليهم، وفي هذا غاية المدح والثناء.

  ومعلوم من أحوال أمير المؤمنين وأفعاله في جهاده وصلاته وصيامه وسائر أعماله إنّه كان يطلب بها رضا الله تعالى وابتغاء وجهه، ولا يريد بها الدنيا، وهذه الآية المتقدّمة شاهدة له بذلك.

  و إذا شئت أن تعلم صحّة ما ذكرناه من وصفه بهذا الوصف، وتسميته بهذا الاسم فأجِلْ فكرك وردّد نظرك في أنحاء كلامه # لا في نهج البلاغة ومواعظه وإخلاصه ونهيه عن الرياء وتحذيره عن زينة الدنيا، فإنك تجد من أنواع كلماته في خطبه ومقاماته ما تقطع به على صحّة ما ذكرناه، وتعرف حقيقة ما به وصفناه.

  وقد تركنا ذكر ذلك لطوله وأعرضنا عنه لكثرة فصوله.

١٩٩ - طامس رسوم الضّلالة والردى

  هذا الاسم من أخص أسمائه، وأصدق ألقابه وأظهر أوصافه؛ لأنّ الله طمس به رسوم الكفرة، وعفّى به أثار الفجرة، وهو الّذي أحين ما أماته الجاهلون وطمس مارسمه المبطلون.

  وسيأتي بيان هذه الجملة في شرح «قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين» في حرف القاف، إن شاء الله تعالى.

  فأمّا قتاله مع رسول الله ÷ فقد ذكرنا منه أطرافاً يسيرة وموضعه على الاستيفاء كتاب السيرة، وإنّما نذكر هاهنا الطرف والإشارة والطرف، وما سوى ذلك لا يسعه هذا الاختصار.