المرتضى
  بياناً ما رواه الفقيه الحافظ صاحب الكفاية بإسناده إلى أبي أيوب الأنصاري: أنّ رسول الله ÷ قال لفاطمة &: «أما علمتِ أنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك، فأوحي إلَيَّ فأنكحته واتخذته وصيّاً»(١).
  وبإسناده إلى أبي هريرة قال: قالت فاطمة: «يا رسول الله زوّجتني علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له» فقال: «يا فاطمة أما ترضين أنّ الله أطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك»(٢).
  قال صاحب الكفاية: هكذا وقع في خطّ العكبري سريح بن يونس أبو حارث البغدادي - هكذا نقلته من خطّ الخطيب أحمد بن ثابت البغدادي الحافظ - وهو(٣) من الفقهاء العلماء الحفاظ، وحديثه معدود من عوالي الحديث، وهو ثقة ثبت غير مدافع حدّث عنه الأئمّة والأعلام كمسلم وغيره(٤).
١٣٠ - المرتضى(٥)
  هذا الاسم من أشهر أسمائه الظاهرة، وهو في حق أمير المؤمنين كالمصطفى في حقّ سيّد المرسلين، ومعناه معناه.
  والأصل في ذلك أن النبي ÷ ارتضاه له وصياً، وارتضاء له أخاً، وارتضاه له صهراً، وارتضاه له ظهيراً، وارتضاه له وزيراً.
  وما ارتضاه رسول الله ÷ حتّى ارتضاه الله تعالى، فهو:
  المرتضى يوم انتجاه.
  والمرتضى، يوم غدير خمّ، حيث قال: «من كنتُ مولاه فعلي مولاه»(٦).
  والمرتضي، في حديث المؤاخاة.
  والمرتضى، لتبليغ سورة براءة.
(١) كفاية الطالب، من ٢٩٦.
(٢) نفس المصدر، ص ٢٩٧.
(٣) أي سريح، لاحظ تهذيب التهذيب، ٣/ ٤٥٧، رقم ٨٥٧.
(٤) كفاية الطالب، ص ٢٩٧.
(٥) ذكرناه من المستدرك للمصنّف | في حرف الميم.
(٦) تقدم تخريجه في «مولى المسلمين» رقم ١٢٠.