الفاتح في الأقضية
  فصرّح له بهذا الاسم، وهو أحقّ النّاس به، لأنّه كان يعاود الكرّ، ويستحيي من الفرّ، ولم يعلم أنّه فرّ أبداً.
  وكان في أيّام صفّين بركب البغلة، فقيل له في ذلك فقال: «إنّما يركب الفرس من يخاف أن يُدرك فيفرّ عليه».
  فكان # لا يعرف الفرار، وقد انكشف النّاس عن رسول الله ÷ وفرّوا، وهو واقف بين يديه غير منزحزح، كيوم أحد ويوم حنين.
٢٢٠ - الفاتح في الأقضية
  الفاتح هو الحاكم، وعن ابن عبّاس: ما كنت أدري ما معنى قول الله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ٨٩}[الأعراف] حتّى سمعت بنت ابن ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك.
  وفتح الحاكم بين الخصمين إذا حكم بينهما.
  وقد تقدّم قول أمير المؤمنين # لرسول ÷ يوم بعثه قاضياً إلى اليمن حتّى قال له ÷: «إنّ الله سيهدي قلبك، ويثبت لسانك»، قال #: «فما شككت في القضاء بين اثنين»(١).
  وهذا الحديث ينبغي أن يكون دليلاً على عصمته في القضاء، لأنّ رسول الله ÷ دعا له بهداية قلبه وتثبيت لسانه في القضاء، وهذا هو معنى العصمة في القضاء: هداية القلب، وتثبيت اللسان.
٢٢١ - الفائح مدحه في الأندية
  هذا الاسم مأخوذ له # من ممادحه الجميلة ومحامده الجليلة، ويكفينا في هذا ما رويناه من كتاب الكفاية: عن زيد بن علي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين كرّم الله وجهه قال: قال رسول الله ÷ يوم فتحتُ خيبر: «لو لا أن يقول فيكَ طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في
(١) كفاية الطالب، ص ١٠٧؛ المناقب للخوارزمي، ص ١٤١ خصائص للنسائي، ص ٦٢.